الحياة معركة يخوضها الناس انطلاقا من مبدأ مصالحهم البحتة، أيا كانت ، فرادى أو جماعات او حتى دول ، وقد تشتد المعارك حسب نوع المصالح وحجمها ، تأمل : الغاية تبرر الوسيلة . لذلك يرتدي الناس أقنعة ملونة ، لتبرير الوصول إلى مصالحهم ، التي يمنحون أنفسهم الحصانة والحق في الحصول عليها وبالطريقة التي يرسمونها . فعليك ان تفطن وتكون حذرا الى الوان الأقنعة ومسمياتها واشكالها ، وكن على حذر من ان تسرقك لحظة اعجاب بأحدهم ، حينما يرتدي قناعا موشحا بلون ناديك الذي ترغب ، فقد يكون تحت القناع ما لم يكن في الحسبان ، عندها قد يعصف بك الذهول، وتفقد خاصية التقييم ، ثم تهوي في قاع فقد الثقة بنفسك وبمن حولك ، وحتى تفقد الثقة نتيجة الصدمة بالقيم السائدة ، وصعب أن تكسو الغير لباس فقد الثقة بمجرد التشابه . كثيرة هي نماذج الأقنعة التي تمزقت وسقطت ، وأحدث ذلك السقوط والتمزق دويا ، بحسب الحالة ، إما للجماعات ، او للأفراد . تأمل الدوي الذي احدثه الربيع العربي ، وكيف تمزقت تلك الأقنعة التي خبأت وراءها جليداً من العفن والفساد ، قاد زعماء الى حبل المشانق او وابل الرصاص او خلف القضبان او النفي ، ومنهم من ينتظر؟ . كثيرة هي الأقنعة المزيفة التي مزقتها التجربة الحقيقية على مستوى العلاقات الإنسانية الفردية البحتة ، تجد الصورة تتكرر مع فارق التوقيت . يحلف لها أغلظ الأيمان ،ويعطيها العهود والمواثيق ، من اجل تمرير رغبته التي تترس خلفها بقناع ملون بطيف السعادة ، فاذا ما تم له ما اراد ، وذاب جليد الرغبة ، انقلب على عقبيه ، وتمزق ذلك القناع ، وأذابت شمس الحقيقة جليد الوعود . هذا الزيف لهذه الأقنعة ، اوجد مساحة من الإرتباك والشك وفقد الثقة ، ابرزت كثيراً من المشكلات ، التي تفاقمت ، ويصعب علاجها . عبد الله العياده