لم نكد نستفق نافضين عنا غبار المؤامرة الخيانية الكبرى على أرامكو, عملاق شركاتنا الوطنيه, وعصب اقتصادنا السعودي, وأماننا الاستراتيجي, حتى فجعنا اليوم بالقبض على "الجواسيس الثمانية عشر". في "الخيانة الوطنية" المتعلقة بأرامكو, أريد لشركتنا أن تتبعثرلصالح العدو, وكاد أن يقع ذلك لولا أن الله سلم, وكان ذلم من أناس يعملون بالشركة!.. وفي كرة أخرى, أراد هؤلاء أن يفعلوا كالذي فعلوه مع أرامكو, ولكن هذه المرة مع الوطن بأكمله... لا يستطع الخيال أن يصدق... إصرار واستمرار وتواتر عجيب بغية خيانة هذا البلد, بدون كلل أو ملل, ومن قبل شريحة تنام في حضنه, وتنعم بدفئه, وترضع من أثدائه ليل نهار, لكنها للأسف تحلم بغير أحلامه... هم أناس ليسوا مضطهدين أو مسلوبي الحقوق, بل إن البلد قد شرع أمامهم على مصراعيه وبكل حرية, من باب المواطنة والعدل, فمارسوا التجارة بدون قيود, وتملكوا العقاربن حدود , وتعلموا العلم , لابل وابتعثوا لأرقى الجامعات العالمية على حساب الدولة, وتولوا المناصب العليا بدون حواجز, لكن تبين أن البلد في أعينهم, ليس إلا سرجا يمتطى لخدمة مواليهم القابعين وراء البحار والحدود... أرواح ذات نزعة غريبة فعلا، ليس لها تعريف في علم السكيولوجيا ... هذه هي "الخيانة الوطنية" بعينها..! الخيانة الوطنية وسيلتها الجاسوسيه, وأداتها الجواسيس من أبناء الوطن, أما وعائها فحاوية الأعداء, ويطلق على الخونة كذلك إسم الطابور الخامس, ولمن لايعلم فهذا المصطلح اسباني المنشأ, كان أطلقه الجنرال أميوليو مولا اثناء الحرب الأهليه الأسبانيه, على جماعة ممن كانوا متغلغلين في الجيش المكون من أربعة طوابير, وذلك عندما قال إن بيننا طابورا خامسا يعمل مع الأعداء, قصد به الجواسيس.. من سمات الطابور الخامس العمل بسرية تامه ,وفي فترات استقرار وقوة الدولة تجد أتباعه خامدين خمد البراكين, أما في أوقات الضعف , كأ ثناء الهجوم الخارجي, أو حين وجود الثغرات الناتجة عن "التهاون والاهمال" فإنه ينشط بكثافة, ونتيجة لذلك تنفضح بعض كوادره لكثرة عملهم وحركتهم" أي قديكون الخافي أعظم" لأنه يعتبر تلك المحن فرصة سانحة للانقضاض على البلد واهله وتسليمه للخصوم .. اتفقت الأديان ولاسيما الدين الإسلامي , والأعراف الإنسانية, ودساتير الدول ديمقراطية كانت أم دكاتوريه, دينية أم فاشيه, ملكية أو جمهوية , مراعيه لحقوق الإنسان أو منتهكة لها , على تصنيف هؤلاء تحت بند الخيانة العظمى , وعلى عقوبة موحدة ضدهم وهي الاعدام.. تركي الربيش [email protected]