لا أحب الكتابة عن الحدث في خضم تداوله لعدة أمور منها،تبين الموضوع من كل جوانبه ثم وهذا الأهم أحب أن يكون لي سبق التذكير بالحدث بعد نسيانه ولو بعد مرور أيام فقط وليس كعادتنا المُتبعة نُشبع الموضوع انتقاداً بشكل مبالغ فيه ونطرح الحلول ثم بعد ذلك بأيام نتناسى الحدث بمرتكبيه وبالحلول التي طرحنها،فمن منا يتحدث الآن عن ماذا عُمل من إجراءات وتدابير بعد حريق مدرسة مكة قبل عقد من الزمن،وعن حريق مدرسة جده ببطلته الشهيدة ريم النهاري،وماذا عُمل بعد كارثتي أمطار جدة الأولى والثانية ، كل هذه المصائب أشبعناها نقداً في لحظتها ثم طُمرت تحت ركام النسيان دون نقد التأخر المبالغ فيه في المحاسبة، وكأننا معنيون بفضح من يخطئ فقط وترك من لا يحاسب دون نقد. نعود إلى قصة رهام المحزنة مع وزارة معنية بصحة المواطن انقلبت بين ليلة وضحاها إلى مصدر مرض مزمن للمواطن ، فنسجل نقاطا متواضعة لن تعيد لرهام صحتها ولكنها محاولة لاستجداء من بيده الأمر لمحاسبة المتسبب الرئيس عاجلاً غير آجل كي لاتتكرر المأساة كما تكررت مأساة حريق المدارس وكوارث الأمطار . *جريمة ارتكبت بحق رهام سُجلت باسم محلل المختبر! ومديره ومدير مديره وخرج منها رموز الوزارة كالشعرة من العجينة . *أخطاء وزارة الصحة كثيراً ما تكون ضد طبقة الكادحين ولذلك يستغل رموز الصحة هذا الأمر بإهداء أجهزة حديثة عن كل غلطة طبية! تطييبا للخاطر وتكفيرا عن الخطأ كما يزعمون . *المتسبب الرئيس بما حصل لرهام يجب إحالته إلى القضاء لأنه حكم على رهام بالموت البطيء ولا تختلف جريمته عن جريمة القاتل! خاصة إذا كان خطأه متعمدا أو نتيجة إهمال واضح وكل هذا سيوضحه القضاء إذا عُرض له، والعرض عليه بغض النظر عن حكمه سيقنن بالضرورة أخطاء وإهمال المستقبل. *الايباد الذي أهدي لرهام سيُخلد قروناً كقصة متداولة بأنه أتى عِوضاً عن حياة نفس!. * عدم استقالة أو إقالة الوزير بعد فضيحة رهام مع وزارته المعنية ، يعني أن أي وزير يقال بعده فهو ظلم بين ، فمهما اقترف المسؤول المُقال لن يفوق القضاء على حياة بريئة. *في كل مصيبة وزارة ما، يُفصل ويُعفى ويُعاقب الصغار في مناصب الوزارة،ويكتفى ببيان توضيحي من الكبار ،أما عند الإنجاز الذي يكون وقوده الصغار فالأضواء تنحصر للكبار!،بمعنى أن الكبار شركاء ربح فقط (وهذا ربا المناصب) *الشركة المصنعة للايباد عليها دين تجاه وزير الصحة لأن إهداءه الايباد هو أفضل من دعاياتهم قبل نزول منتجهم الأسواق.أما الوزارة فإن عليها أن تتعاقد مع الشركة لتأمين عدد من أجهزة يقارب عدد مراجعي المستشفيات،لأننا مقبلون على المزيد من الأخطاء والعلم عند الله. *الوزراء الأطباء يخسرهم الوطن كأطباء ونادراً ما يكسبهم وزراء. *في كل الوزارات فساد مستشري وأخطاء متكررة وهي لعمري ليست مشكلة رئيسة! فما دام هناك عمل فهناك أخطاء ومادام هناك خير وشر فهناك فساد،المشكلة الأهم غياب المحاسبة،فمتى ما حضرت تأكدوا أننا ربما قفزنا من عالمنا الثالث المتشبث بنا. وقفة: الصغير يتأدب عندما تؤدب الكبير "مثل عربي" القليل من الإهمال قد يولد الكثير من الأذى "فرانكلين" سلطان بن عبدالرحمن الفراج Twitter.com/sultanalfaraj [email protected]