فيما تزداد المطالبات من هيئة حقوق الإنسان وكثير من المواطنين الغاضبين تجاه وزارة الصحة بتوسيع التحقيقات في قضية الطفلة رهام حكمي (12 عاماً)، التي نُقل إليها دم ملوث ب«الأيدز»، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني ل الزميلة «الحياة» أمس، إن سر إهداء الوزير الدكتور عبدالله الربيعة جهاز «الآيباد» إلى هذه الطفلة هو شعوره بأنها من الهدايا التي تجلب السرور إلى قلبها، كونها لا تزال صغيرة وتهتم بمثل هذه الأجهزة. وقال: «لو قدم وزير الصحة باقة ورد للطفلة، فإنها لن تفهم معناها، ولا تعني لها شيئاً لأنها صغيرة، ولو قام بإهدائها الشوكولاتة لهاجمه الناس وقالوا هل قيمتها تساوي علبة الشوكولاتة، ولو قدم لها مبلغاً مالياً، سواء كبيراً أم صغيراً، سيتم اتهامه بأنه يحاول شراء سكوت الطفلة وأسرتها بالمال». وأوضح في حديثه أن «هدية» الوزير ل«الطفلة» لا تستحق كل هذه «الضجة»، خصوصاً أنها ناتجة من فهم خاطئ لمضمون «الهدية»، مضيفاً أن رد فعل المجتمع ووسائل الإعلام المختلفة تجاه مثل هذه المواقف الإنسانية مبالغ فيه. وكانت هدية وزير الصحة ل«الطفلة» لاقت ردود فعل واسعة لدى مجالس السعوديين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدين تعامل وزارة الصحة مع هذه «الكارثة» التي لحقت بالطفلة وأسرتها، بعد أن باتت رقماً جديداً في قائمة المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) بسبب خطأ طبي «فادح». وتسببت هذه الحادثة في إعلان الوزارة لحزمة قرارات عاجلة، تتعلق بإقالة الكثير من القيادات الصحية في منطقة جازان، إضافة إلى إحالة هذه القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية للنظر في مخالفاتها، وإصدار الأحكام المتعلقة بها. وفي ظل تواصل ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة محاسبة مسؤولين كبار في وزارة الصحة لهم علاقة بالتقصير والإهمال في حادثة الطفلة رهام، قالت والدة الطفلة رهام الحكمي إن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أعرب عن تفاؤله بإمكان شفاء ابنتها خلال لقائه أسرة الطفلة مساء السبت الماضي، وقال لها: «هناك أمل بشفائها من مرض الأيدز». وأوضحت أنه رافق وزير الصحة خلاله زيارته التي استمرت زهاء خمس دقائق حشد من الأطباء شاركوا في تقديم جهاز «آيباد ميني» من دون شريحة تضمن أكثر من 130 لعبة تحقيقاً لإحدى أمنياتها، مشددةً على مطالبها بإيجاد علاج لابنتها، حتى تخرج كما دخلت بها إلى مستشفى جازان العام، علاوة على ذلك محاسبة المتسبب في الحادثة. وقالت: «اليوم تكون رهام الضحية، وغداً هناك ضحية جديدة». وذكر القاضي السابق المحامي الدكتور محمد الجذلاني ل الزميلة «الحياة» أن قضية الطفلة رهام الحكمي التي حُقنت بدم ملوث بفايروس «الأيدز» لو حدثت في دولة متقدمة لاستقال وزير الصحة من منصبه، مشيراً إلى أن القرارات التي أصدرتها الوزارة في قضية الطفلة صارمة، ولكن كان من المتوقع أن تطاول مسؤولين قياديين في الوزارة المركزية، ولا تقتصر على منظومة الصحة في منطقة جازان، مستغرباً عدم إلحاق أية عقوبات بمسؤولين في الوزارة. وقال: «هل يعني هذا أن مسؤولي وزارة الصحة المركزية لا يلحقهم أي خطأ أو ملامة تجاه هذه الجريمة الكبيرة؟ أعتقد أنه لو حدثت في دول متقدمة لاستقال الوزير من منصبه، فالقرارات التي اتخذتها وزارة الصحة على إثر قضية الطفلة «المنكوبة» غير كافية، إذ يجب تصحيح المنظومة الصحية كاملة - وأقصد وزارة الصحة - التي أدت إلى وقوع الخطأ، وتصحيح إجراءاتها وآلية التبرع بالدم في جميع المستشفيات وليس في منطقة معينة