قضية نظام التجنس تطرح بصورة دائمة في المجالس العامة والخاصة وفي الصحافة ويبدو لي أن نظام التجنس الأخير يحتاج لإعادة نظر وتطويره بما يتلاءم ومتغيرات هذه المرحلة فلقد استجدت متغيرات حقيقية فرضت على المنطقة ، فإن وضعنا الداخلي بوجود الكثير من الأجانب الذين تزوجوا من سعوديات وعاشوا في هذه البلاد المباركة لأكثر من عشرة أو عشرين أو أربعين سنة هنا ولا يعرفوا اوطانهم الحقيقية، وأصبح أبنائهم أطباء ومهندسين ولم يحصلوا على الجنسية السعودية والغريب أن أبنائهم حصلوا عليها بسهولة ويسر . إن منح الجنسية السعودية للمستحقين لها من الأجانب تساعدهم على الاستقرار والطمأنينة فأعرف الكثير من الأجانب ولدوا في هذا الوطن ولا يعرفوا أي شيء عن أوطانهم الأصلية ، بل بعضهم لم يسافر نهائياً خارج هذه البلاد ، إن قضية نظام التجنيس تحتاج لإعادة نظر ، وإعادة النظر في عدد النقاط الموضوعة لذلك ، والنظر في تخفيض بعض النقاط تجاه بعض المحاور لكي يتمكن الأجنبي تحقيق النقاط المطلوبة لحصوله على الجنسية السعودية . ان الجنسية هي مصدر استقرار وطمأنينة وابداع ، وهي المولد الأكثر تاثير في حياة الإنسان ومستقبلة . وشعوره الكامن في داخله . وهي التي تساعده على تكييف نفسه مع المجتمع . وتقضى على كل الانفعالات والتهيؤات المشحونة في الذات البشرية وقد تقف عيون الإنسان ولا تنزل الدمع بسبب الحزن بعدم الاستقرار وهذا ما جعلني أقول ان نظام التجنس يحتاج إلى مراجعة وتقييم وفحص نتائجه سلباً وايجاباً وفق معطيات المرحلة وافرازاتها المزعجة . فلا بد من تحصين الوطن بمراجعة مثل هذه الانظمة الحيوية . الكبير النابع من الخوف من عدم الاستقرار . فاذا لم تستقر النفس البشرية فانها تسجل ضخامة الحدث في داخلها بابشع الصور . والإنسان بطبعه يحب السيادة على نفسه واستقلالها حتى لا يهدد من غيره . لان الإنسان بطباعة البشرية يخاف من الظرف المفاجئ والقاهر . وان توفر للإنسان استقراره الوجداني فانه يبدع في حياته ويتقدم في مهنته او صناعته او تجارته . ويرتقي في داخله الام الواسع وخاصة من جانب انبائه وتعليمهم وتربيتهم ، فالجنسية فيها مفاتيح الاسرار النفسية والاجتماعية والوجدانية لتكملة صيرورة الحياة ومسيرتها إلى المستقبل وطبيعته الإنسان يحب ويعشق الارض التي ولد فيها وصبر على الارض فعشق تراثها وماضيها الذي هو ماضيه ورمز حاضره وهي عنوان ثقته بنفسه . والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض ، وساعة العرض ، وأثناء العرض . زهير محمد كتبي [email protected]