( يا أيها الرجل المرخي عمامته **** هذا زمانك إني قد مضى زمني ) كتبوا محرضين عليك مغرين بدمك ثم كتبوا مشككين في ولائك لوطنك وعادوا بعد زمن ليسفهوك ويحطوا من قدرك ومضيت ترفع إزارك أن يتدنس في وحل الخصومة والكلمات المومسة وبقيت على الدرب كما أنت تمشي الهوينا ، وتعيش كبشر يتأثر ويؤثر تخليت طواعية عن هالات التقديس والوقار كنت تريد أن تخبرهم أن العالم وطالب العلم ليسوا آلهة هم بشر يتغيرون ، ويخطئون ، وينبغي أن يقفوا عند أخطائهم ويراجعوا مساراتهم علانية فهم ليسوا أرفع شأناً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه .. ومع هذا كله ؛ عاد من عاد ليطعن في تدينك وصدقك ويخلعوا عليك كل صفات العمالة والخيانة ، دون أن يجدوا دليلاً واحداً على ما يقولون .. بحثوا عن أي تصنيف ليضعوك في سياقه فقالوا : ( تنويري ، إخواني ، تغريبي ، عقلاني ، سروري) فكنت تفاجئهم دائماً بأنك أكبر من التصنيف ، وبأنك فكر مستقل يستعصي على الاحتواء والدمج .. ورغم هذا ، ومع متابعتي لما تكتب ، لم أجد أنك انشغلت يوماً بمجادلة أو خصومة ، بل وبقيت تعاملهم بكل احترام ولباقة ومروءة وصبر يحار فيه الحليم .. ولما نفر العقلاء من قولهم ، وبقي الناس على قبولك ذهبوا لمهاجمة من حولك لا يردعهم دين ولا تثنيهم مروءة وعلى طريقة أهل الضلال كانت آخر حيلهم ومحاولاتهم أن يغروا بك سفهاءهم ليقولوا كل ما يستحي من قوله العقلاء في هجوم سمج سخيف ومستفز لمن يحب أو يكره الشيخ في لغة أستحي حتى من سماعها فضلاً عن نقلها !! إنني أتساءل دائماً : لماذا يبقى سلمان العودة هدفاً مستمراً وقائماً ؟ ولماذا يحتل الحديث عنه وعن نواياه ومنهجه كل هذه المساحة والجهد من الليبرالية والجامية .. وآخرين من بينهم لا تخفى دوافعهم على عاقل !! إن خطيئة سلمان العودة عند هؤلاء أنه عامل الناس كأذكياء ، وليسوا مجرد قطيع من التابعين ، و ليسوا حفنة من ( الخويا ) الناس ملوا من أصحاب الوجهين ، وملوا من الإعلام الرسمي المؤدلج ووجدوا أن سلمان العودة يحترم عقولهم ، ويتعامل معهم على أنهم بشر لهم حرية الفهم و الاختيار ويخبرهم الحقيقة ويعترف بهم كعناصر قادرة على التغيير والتفكير والتأثير.. إن إعادة الثقة بالناس ورطة كبرى لكثير من التيارات وأصحاب المصالح والمنتفعين .. ولهذا فقط جاء من يفتش في آثاره لعله يجد بقايا كلمة ، أو طرف حرف ، أو رقم ، ثم يجعل منها لطمية يجتمع عليها السفلة والأغبياء في مشهد يثير الحنق والاشمئزاز .. سلمان العودة : لا أدري إلى أين تريد الوصول ( فأنا لا أعلم الغيب ) ولا يعجبني كل ما تقول ( فأنت لست بمعصوم ) ولا أومن بكل فكرك ( فأنت لست بنبي ) ولي الحق في نقدك ( لأنك أنت من علمتنا ذلك ) لكن أنا أحبك كمسلم وهذا يمنحني الحق في الدفاع عنك وعن عرضك فوالله ما علمنا عنك وفيك إلا خيراً فقد كنت نعم المربي الناصح والأخ المشفق والعالم النزيه الصادق نعم والله غضبنا لبهتانهم ، وتألمنا لما يقولون لكنك بقيت صامتاً حليماً متواضعاً وكأنك تعيد علينا بسلوكك ما تعلمناه مما سمعناك تردد : لن يبلغ المجد أقوام وإن كرموا *** حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام ويشتموا فترى الألوان مسفرة *** لا صفح ذل ولكن صفح أحلام خاتمة : لئن كان كل هؤلاء يسهرون في خصومتك .. فيقيني أنك تنام ملء جفنيك بتسامحك و جميل حلمك .. أحمد بن عبدالله أباالخيل