قبل أيام خرج نائب الأمين العام للجامعة العربيه بتصريح قال فيه "نأمل من روسيا ألا تمد النظام السوري بالأسلحه لأن ذلك يساهم في قتل الشعب السوري"! فيما يبدو أن هذا هو التصريح الأول الذي يدين دولة من الدول التي تعتدي على الشعب السوري , فبعد سنة ونصف تقريبا من القتل الذي لايقل فيه عدد الضحايا عن خمسون الى ستون قتيل يوميا, وحصد الأرواح المسمر, وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها, وإهلاك الحرث والنسل ,وانتهاك الاعراض, واستخدام الغازات السامه, خرجت علينا أخيراالجامعة بأول تصريح إعلامي يدين روسيا التي أسرفت في دعم النظام الطائفي المجرم لتطلب منها وبكل خجل واستجداء ألا تفعل ذلك !... في هذا التصريح استوقفتني عبارة "إن ذلك يساهم في قتل الشعب السوري" لا أعرف لماذا شعرت بأ تلك الكلمات تثير الأعصاب.. ربما لأنها تأتي على وزن المثل القائل " وخير ياطير" أي لم تأتي بجديد!, أو لأنها على وزن الآخر الذي يقول " تمخض الجمل فولد فأرا" أو ربما لأنها كانت على وزن المقولة المعروفه " صمت دهرا فنطق....."! الجامعة العربية بخيلة على رعاياها حتى في التصاريح الإعلامية, وعسى الله في عون الشعوب العربية فيبدوا أنها وموضفوها أصبحوا عالة على الشعوب, وكان الأحرى بمن تكلم وبعد هذا التثاقل الطويل ,أن يرسل للروس كلاما صارما رادعا يوازي الجرم الذي يرتكبوه يوميا بحق بلد وشعب عربي... هذا التصريح جرنا الى سؤال آخر, وهولماذا الجامعة العربيه غائبة عن الإثارة الإعلامية لكل تلك الانتهاكات التي تجري في حق الشعب السوري من قبل غير العرب؟! لماذا لم نرى توبيخا للروس وكشف لانتهاكاتهم بحق شعب عربي تابع لتلك الجامعة باسم الجامعة, خصوصا وأن الكل يرى ماتمد به روسيا النظام من أسلحة محرمة دوليا وما لها من مواقف عدائية في مجلس الامن... لماذا لم نسمع تلك الجامعة تتحدث يوما عن ايران وعن ما تترتكبه من سلوك إجرامي في العديد من الدول العربية وسوريا على وجه الخصوص , ولماذا تنئى بنقسها دوما عن كشف أجندتها المعاكسة لمصالح الدول العربيه, وأنها دولة تعمل من منطلق طائفي بالدرجة الاولى.. ولماذا لاتتكلم الجامعة عن الطائفيين من لبنان والعراق اللذين يجوبون الأراضي السورية قتلا وانتهاكا وبغيا على هذا الشعب الآمن.. لقد ادركنا سابقا أن الجامعة ليس لديها القدرة على تحريك الجيوش وتأديب المعتدي فابتلعنا عورها واخفاقها, وأيقنا بخضوعها لأجندات أخرى, لكن هل نستطيع أن نلتمس لها عذرا بسبب إخفاقها الإعلامي وتسترها على المنتهكين لحرمة الشعوب العربيه طيلة الفترات الماضيه وعدم التشهير بهم دولا وجماعات ... يبدو أن وضع وولاء الجامعة العربية وموضفيها محل شك كبير!... تركي الربيش [email protected]