عندما يقوم شخص بتفخيخ سيارة في أي موقع من وطني - أدام الله عليه أمنه واستقراره ورخاءه - ثم تكتشف هذه السيارة قبل التفجير . ماذا سيحدث ؟ بالتأكيد أن الداخلية ستقوم بعمل كل التحريات والقبض على كل خيوط العملية وتنفيذ عقوبات قاسية بكل من له صلة بالعملية ولو بأقل مشاركة . هذه الإجراءات يبارك الجميع خطواتها حيث تحقق الأمن لبقية المجتمع المسالم الذي ينشد الأمن والأمان . هذه الشخصيات المتورطة في تلك العملية يسمون إرهابيون لأنهم ينشرون الإرهاب في المجتمع والإرهاب هو الذي يجعل المواطن متخوفاً على نفسه وذريته صباح مساء . إذا لماذا لا يصنف ضمن قائمة الإرهابيين كل شخص ينشر الرعب في قلوب المواطنين ويجعل المواطن يتوجس خيفة كلما خرج هو أو ابنه أو أبناؤه وزوجته من البيت ويضع يده على قلبه كلما رن الجوال في وقت غير مناسب ومن غير سابق توقع ؟ لماذا لا يصنف ضمن قائمة الإرهابيين كل شخص ينشر الرعب في الطرقات من خلال التفحيط والسرعة والتهور وتجاوز الإشارة على طريقة التهلكة للنفس أو للآخر البريء ؟ هناك فرق بين من يتجاوز الإشارة بشكل خالف النظام فقط وبين متجاوز للإشارة بشكل متهور يسبب حوادث قد تصل لقتل أبرياء وترويع آخرين . مشكلتنا أنهما في نظام المرور سيان فالذي يتجاوزها في الثالثة صباحاً وقد تراءى الطريق بجميع اتجاهاته ويتجاوز الإشارة ويسبب حادث أو بشكل مستهتر فالكل عندهم واحد . نريد تصنيف جميع المخالفات المرورية إلى صنفين : الأولى : مخالفة للنظام ويطبق عليها العقوبات الحالية . والأخرى : مخالفة يضاف إليها صبغة الإرهاب ويطبق عليها عقوبات قاسية لا تقل عن سجن سنة ومصادرة سيارة . نعم سجن سنة ومصادرة سيارة ليست كبيرة إذا كانت ستحقن دماءً بل هي قليلة بحق هذه الجريمة التي تنزف فيها دماء بريئة ونساء وأطفال وتسبب إرهابا في المجتمع وقلقاً دائماً للآمنين من خلال التخوف الذي يزامن ركوب السيارة من ركابها وعليهم وهو يشاهد ويسمع كل يوم تفخيخ سيارات من خلال التهور . لقد أزعجتنا الدماء والأشلاء التي نراها على الطرقات فهي لم تعد مصيبة على الشخص نفسه بل مزعجة لكل المجتمع وهو يتخيل تلك الفاجعة قريبة منه . نريد أن نعيش بسلام بعيداً عن التوقعات الدموية التي ترافقنا كلما ركبنا سياراتنا وبعيداً عن القلق المستمر للوالدين في البيت كلما خرج الزوج أو الابن وهما يسمعان كل يوم خبر قتيل ليس في الطرق السريعة فحسب بل في وسط الأحياء . والصنف الآخر من الإرهابيين الذين تجرؤوا على تخطي الحاجز الأمني للناس فليس من يسرق سيارة أو محلاً تجاريا والذي يعتبر في الشرع سارقاً يستحق عقوبة السرقة كمن يضيف إلى سرقته خلخلة الثقة في الأمن المجتمعي وغرس الخوف في أفراده . إن الجرأة على دخول المنزل خصوصاً مع وجود أحد فيه وتهديده وترويعه حتى يصبح المواطن يتوجس خيفة عند كل صوت ولو أزيز نافذة بسبب الرياح هو الإرهاب بعينه . أليس من الإرهاب ما يختلج في النفس من خوف على الأطفال عندما يخرجون من البيت إلى المدرسة أو التموينات أو المسجد أجج ذلك القلق ما نسمع ونقرأ من تعديات أخلاقية متكررة خلفتها العقوبات اليسيرة بحق الجناة !! نريد إحالة كل قضية تسبب إرهاباً مدنيا سواءً مرورية أو أمنية أو أخلاقية إلى الإدعاء العام وتطبيق أقصى العقوبات على مرتكبيها إضافة إلى الحق الخاص وحكم الشرع . لا نريد أن يبقى هؤلاء بيننا يثيرون الرعب والخوف ويؤسسون مدرسة تتوارث الجريمة حتى يعودوا إلى رشدهم ... كفانا ما نشاهده من تخطف الناس حولنا . لا نريد شفاعات وواسطات وتساهل في الأحكام توجد لنا أصحاب سوابق وتجعل المجرم الطليق ينحر بريئاً آخر . اللهم سلم .. سلم .. مقالاتي السابقة في عاجل على الرابط التالي : http://www.elwsata.com/uploads/13320...5151515151.htm إبراهيم بن محمد البرادي [email protected]