عنوان بليغ لمن يدرك معناه ويتفهم مقاصده ولنا في رسول الهدى اسوةٌ حسنة فهو المعلم المتقن الفاعل المجيد وسيرته صل الله عليه وسلم في تعامله مع اهله وأصحابه والشيبة والشباب والاطفال وكذلك مع اعدائة مليئة بالشواهد ولو اردنا ذكر جزأً يسيراً من سيرته في تعامله لما وسعنا المكان ولا الزمان وهو الذي قال فيه خالقه رب الأرباب وإنك لعلى خلقٍ عظيم . شهادة تفرد بها الرسول ووثقها المولى بالقران من فوق سبع سموات ونزل بها الروح الامين وهي تتلى الى ان تنتهي هذه الحياة ويوضع الميزان .. فإن حصل لك غضب ما فاعلم ان السبب يكمن في احد أمرين اما ان يكون الغضب لله فذاك محمود على الا يتخلل هذا الغضب اي نوع من ألأساءة من قبلك ضد المتسبب باي حال من الأحوال وإما ان يكون نزغ من الشيطان فهو مذموم وبإمكانك انت يا من اُغضبت بضم الألف ان تتفهم من اي نوع ذاك الغضب دون الحاجة لشرح فاهم ... فبين كل اثنين يحصل الغضب ولا يشترط ان يتاتيك الغضب من انسان مثلك فاحياناً تغضب من شيئٍ لا يفقه ولا يعلم ولا يحس بالسبب الذي من اجله غضبت كغضبك من الطفل مثلا او من حيوانٍ او من حجر تعثرت به اثناء سيرك في الطريق واحياناً تغضب من نفسك لنفسك كغضبك من فعل شيئٍ تبين لك ان ما عملته ليس كما ينبغي ان يكون ... فاحياناً تجد شخصا ما يترجل من سيارته ويركل عجلة السيارة ويضرب جانبها وما ذاك الا لعطل حدث او انفجار في احد العجلات وكأن لسان حاله يعاتب ذاك الجماد واحياناً يضرب بقبضة يده الجدار ومرات يلعن ويسب فكل غضبٍ يلج في صدرك فهو يغلي بداخله واحياناً يخرج وتظهر آثاره على ملامح وجهك ليشعر به ويحسه كل من حولك و احياناً يطول بك الغضب ويمتد فيتأذا منه الأخرين وذاك متى ما استسلمت له وسلمت لنفسك زمام الامر. فإن استحكمت قدراتك وهيأت نفسك واستطعت العفو والصفح فلن يطول حتى يزول وتشعر حينها بالسعادة والسرور في محياك وتعود الى طبيعتك التي حباك الله إياها وهي السكينة والوقار. وإن أحجمت عن العفو وتماديت في لغة الغضب فسوف ينمو ويمتد معك الى ساعات بل ايام وربما الى اعوام وانت وحدك لا سواك من هيجه وأوقد ناره واستشعره وعاش مرارته ... فلو ان شخص ما اخطاء عليك اثناء قيادتك للسيارة وهذه تحدث كل ثانية خاصة في مجتمعنا فما عساك فاعل له؟ ان اقل كلمة سوف تخرج من فيك هي ( يا غبي ) واحياناً تخرج كلمات وحركات وذلك بحسب قوة الغضب لديك. ولن تنتهي عند ذلك بل سوف تنمو الى ما هو اكبر واعظم من ذلك وربما تصل بك لمطاردته لتثبت له انه اخطاء عليك بتصرفه. لتُفاجأ بان من يقود السيارة إما عجوزاً لم يفعل فعلته بسابق اصرار ولم يعلم بما فعله تجاهك اوربما يكون الفاعل متهورا مستهترا وهم كثر كفانا الله شرورهم فلن يرعيك اي اهتمام. او انه انسان بالتو تعلم قيادة السيارة فمهما فعلت لن تلفت انتباهه فهو مشغول بحاله. ... فلو ان الغضب الذي حصل لك من جراء خطأ الغير عليك اطفأته بالمسامحة والعفو لما حصل لك مما سبق ذكره من شيئ ولتجاوزت ذاك الانفعال بكل يسر وسهولة مما سبق يتبين لنا ان من يغضب من الغير هو من يتأذى وتضيق به الارض ذرعا ويثبت عليه انه تعلم من جراء خطأ الغير عليه قلة الادب فلو ان المرء حين ما يُخطأ عليه نسي او تناسى وعفى وصفح لزالت تلك المواجع الحسية وكان له فيها أجرا من الله ويكون بذلك علم الغير الادب. بارك الله فيكم خالد القصيّر [email protected]