المسئول الذي يتمدد على سريره المذهب في غرفته المترامية الأطراف والتي من سعتها تتطارد في ساحتها الخيل , ويمد نظره عبر نوافذها الكرستالية إلى البعيد حيث أسوار القصر التي لاترى إلا بالدربيل, وعبر تلك المساحات تتزاحم المناظر الجمالية التي تعكسها البحيرات الاصطناعية والحدائق الغناء ,هذا المسئول لن يحس بالمرارة التي يتجرعها الفقير المحروم حتى من غرفة صغيرة محشورة مع منافعها المتواضعة في بضعة أمتار, وذو الدخل المحدود الذي اكتسحت الإيجارات راتبه فلم يتبق له إلا القليل يسد به رمقه ويسدد الباقي لقاء الديون التي أثقلت كاهله وشتت انتباهه وأفقدته التركيز, ولن يشعر بألم الحرمان لأنه لم يتذوقه, وربما لم يسمع به فقد ألف الجلوس على الموائد العامرة-اللهم لاحسد-,فالمائدة طولها خمسة عشر مترا بعرض مترين هي بالتمام مساحة مسكن فقير 30م2 , وقد كان المسئول كريما إلى حد البذخ والإفراط والإسراف والتفريط حين أقترح أن تكون مساحة المساكن أو الوحدات الجديدة 300م2. ياله من بذخ! لقد ضاعف المساحة عشر مرات! هذا الاقتراح قد يقبل به من يسكن في صندقة أو عشة أوعلى الرصيف, ولكن كيف تتمدد فيه أسرة تعداد أفرادها يصل للعشرين! آسف قلت عشرين وأسفي نابع من خوفي أن يظهر علينا أحد أصحاب الآراء الماسخة وثقيلة الدم ليسد علينا منافذ الخير, سيأتي أحدهم ليقول يا أخي كل واحد يمد رجليه على قد لحافه, ودام أنه فقير ليه ماينظم النسل وبكذا ندخل في جدلية طويلة سيكسبها في النهاية " المسلول" وتتلاشى أحلام المواطن بالسكن. والمسئول قد يتكاثر على الفقير الثوب الذي يلبسه , والساعة "أم خمسين ريال" والتي يزين بها معصمه النحيل , وسيارته الخردة فهل المسئول المسلول على رقاب المساكين يتلذذ بعذاباتهم وهو يملك القصور والدور والمزارع والشاليهات والاستراحات, ويستكثر عليهم بضعة أمتار يحلم كل واحد منهم ببناء بيت العمر الذي يضمه مع عائلته تحت سقف واحد, إذا كان الشورى قد رفض رفع توصية بإقرار بدل سكن, ووزارة الإسكان لاحس ولاخبر, والمسئول المسلول يتكاثر المساحة ففي أي اتجاه يسير الفقير والمسكين ومن دخله ضعيف؟ الخلاصة ياجماعة خلصونا وفكونا من "البربسة", فاللي رجوله في الماء ليس مثل اللي رجوله في النار,حلو لنا بعبقريتكم أزمة السكن , مرت سنة على الأمر الملكي الكريم بإنشاء 500ألف وحدة سكنية وإلى اللحظة لاجديد, والظاهر إن الوحدة السكنية قاعدة تسوي رجيم فمن مساحة 500م2 وصلنا إلى الاقتراح العبقري بتخفيضها لتصبح 300م2,وأخشى أن تصفي في النهاية على 100م2 مادام الاقتراحات الجهنمية تنهمر كالمطر. د.عبدالرحمن الشلاش [email protected] تويتر: @abdulrahman_15