ليست العبرة دائما بالتغيير وإنما العبرة بماذا سيأتي به التغيير من جديد نافع للبلاد والعباد, ثم لنا أن نتسآل عن طبيعة التغيير, وهل هو مجرد تغيير أسماء وأشكال وألوان في طابور بيروقراطي عتيق, أم أنه تغيير في الفكر الإداري وأسلوب العمل والتعامل؟ وهل تلك الأسماء التي اقتحمت مواقع المسئولية بموجب الأوامر الملكية قادرة على تعديل الأحوال المائلة؟هل هي بالفعل تملك القدرات على حل مشكلات البطالة وغلاء المعيشة والتعليم؟وهل ستجد ما يساعدها على تأدية عملها؟وأخيرا هل سيقدم القادمون الجدد ما يحقق طموحات المواطنين؟ أدرك أن كل سؤال مما طرحت يحتاج لمقاله مستقلة،لكن المهم أن يكون القادمون الجدد بفكر مختلف عن من سبقوهم. رحل وزراء وحل في أماكنهم وزراء جدد لكن العبرة ليست في من حل أورحل إنما فيما سيقدمه هؤلاء الوزراء الجدد, لا أن يكونوا نسخا كربونية..وتكرارا مملا.. وروتينيا لمن سبقوهم يمارسون أساليبهم ويكررون أخطائهم ويتعاملون مع المواطن بفوقية وتعالي وكأنهم شرفوا المناصب لا المناصب وخدمة المواطن هي من شرفهم, كنت ولازلت أتمنى أن يحاسب الوزير قبل مغادرة المنصب عن أي خطأ أو تجاوز أو سوء تعامل ومحاسبته عن آلياته في العمل لا أن يكون الإعفاء هونهاية المطاف. التغيير الوزاري السعودي شمل أربع حقائب تأتي أبرزها في نظري الخدمة المدنية والتجارة,ولعل المؤشرات خلال السنوات الماضية تضع الأصابع على وزارة الخدمة المدنية التي فشلت في تقديم أية حلول عملية للقضاء على البطالة إذ بقيت أمام ملفات ضخمة حائرة تقدم رجلا وتؤخر عشر, ملف كادر المهندسين والذين شبههم الوزير المقال بالحريم وكأن الحريم في نظره لسن من بني البشر،وملف موظفي البنود والذين لازالوا حتى هذه اللحظة في انتظار التثبيت،وأخيرا الملف القنبلة الذي أنفجر فأحدث دويا هائلا أقتلع الوزارة من جذورها وهو ملف خريجي الدبلومات الصحية,وقصة اليوتيوب الذي كشف قلة حيلة الوزير في التعامل مع قضيتهم عندما نهرهم بما يشبه الأمر وقال لهم مو على كيفكم-يعني غصب عليكم- وكأنهم تلاميذ لازالوا في أولي خطوات الدراسة،وعلق على أثر ذلك مشكلة 28ألف خريج يبحثون عن تأمين مستقبلهم ومستقبل أسرهم وبعضهم يعيش في عالم البطالة القاتل من ست سنوات. والآن جاء الوزير الجديد, وستكون قدرته على حل تلك المشكلات وإغلاق الملفات الشائكة المحك الحقيقي, والمؤشر الفعلي للنجاح, فالآلاف من أبناء وبنات الوطن لاينتظرون على رصيف البطالة أكثر من تنفيذ الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت والتعليمات الشفهية التي وصلت للوزير من خادم الحرمين الشريفين-يحفظه الله-شخصيا بالإسراع بتنفيذ الأوامر. رحيل الوزراء المقصرين لا يعني شيئا إذا لم يكن البدلاء في مستوى مختلف فكرا وأسلوب عمل وطريقة تعامل وقدرة كبير على حل المشكلات. د.عبدالرحمن الشلاش [email protected] تويتر:abdulrahman_15@