المجالس العامرة تاريخ متجدد وحفظ للموروث ... وتتابع الأجيال وحل لأغلب المشكلات الطارئة وترويح عن النفس وزيادة في الخبرات ... وأخر ما يفكرون فيه هو الطعام أو الشراب ... واليوم لابد من تحديد المكان ونوعية المأكولات والمقبلات والملبوسات وتحديد المواعيد ... بل لم تعد مجالسنا سوى اتجاه معاكس... فالحديث عن السياسة والمال وتنظير المجتمع وأخطاء الدولة هو السائد والمطلوب ... وتجد كبار السن تحولوا إلى متفرجين وأحيانا يهربون بأقل الخسائر من هذه المجالس... ويتحول الحديث في نهاية هذه المجالس إلى جدال يتعالى الصراخ فيه وينتقل إلى التجريح والتشخيص وقد يغادر بعض الحاضرين غضبا وبعضهم احتجاجا ... والفكر السائد هو الانتصار للرأي الشخصي وليس لصحته ... فهل نحن تغيرنا أم الحياة المعاصرة غيرتنا, فحينما تكون لوحدك مع أحد كبار السن تجد القصص والعبر ونظرة التأمل بالحياة والشعر أحيانا ... فما الذي جرى لنا وأين مجالسنا المحترمة التي يدير الحديث فيها كبار السن والتأدب بالحديث سمة الصغار والتنوع بالحديث ففيها الثقافي والديني والترويحي و التربية الإجتماعية وزرع القيم والعرف المرتبط بكل مجتمع وعائلة ... والتأثير الغير مباشر في التربية لدى صغار السن وهو الباقي والأقوى في تنمية الذات والهوية لهم ... وتستمر الحياة ويرفع الراية جيل بعد جيل .... إنني لست ممن ينتقد لمجرد النقد أو من مناصري أن كل جيل يرى بأنه أفضل من الجيل الذي بعده ... وهي طبيعة بشرية أثبتتها حركة التاريخ .... ولكنها تصل إلى حد المبالغة وعدم الموضوعية في بعض الأحيان .... فهل مجالسنا المحترمة بحاجة لهزة وجدانية ومجتمعية وتنظيمية... وإعادة الاعتبار للكبار وتحرر من أشخاص ينقلون لنا الشريط الإخباري لهذا اليوم ... وأخر يبحث عن الخبر العاجل ... وأخر يحلل الأحداث ... وأخر حاني رقبته وخارج التغطية فهو يعبث بالجوال والرسائل والمحادثة .... ولعل ما يحدث في مجالس النساء يفوق ما يحدث بمجالس الرجال ... فشاركوني الهم والبحث عن الحل... أو نستسلم حتى تتحول مجالسنا إلى اجتماع عن طريق الانترنت أو رسالة جوال (أوبلاك بيري,...) وقد تكون ذات طابع دولي ... دامت مجالسكم العامرة. د. سلطان بن فيصل السيحاني