المقاصف المدرسية في مدارس المرحلة الابتدائية بنين وبنات مهمة جداً ، ذلك أن 90 % من أطفالنا يذهبون للمدرسة من سررهم مباشرة ، ويبذل والديهم خصوصاً الوالدة جهداً كبيراً في السرعة وعدم التأخير إلى المدرسة ، وتعاني معاناة كبيرة معهم ، لكن (ما نقول إلا جزا والدينا الجنة) . هذه السرعة في الذهاب إلى المدرسة ، تجعل الطفل يذهب إلى المدرسة جائعاً ، رغم أن الأم قد وضعت في حقيبته إفطاره ، إلا أن وجود المقصف المدرسي تجعله ينسى ويتجاهل ما وضع له في حقيبته أمام الإغراءات التي أمامه في مقصف المدرسة من جميع أنواع الحلويات والكاكاويات والشبسات ، ليقوم بشراء ما تشتهيه نفسه من تلك الحلويات ، ويتناولها على معدة فارغة ، ليعود إلى المدرسة وإفطاره في حقيبته لم يتحرك ، علاوة على رفضه تناول الغداء نتيجة تناوله تلك الحلويات ، ومن الصعوبة بمكان عدم إعطائه نقوداً لتلافي شراء تلك الحلويات ، لأن كل أم وأب لا يريد أن يكون ابنه أقل من غيره ، علاوة على عدم الرضا أن بشاهدة زملائه يشترون ما يشتهون وهو يتفرج ويتقطع حسرة وألم . ولنفترض أن الطفل اشترى ما يشتهيه من سندوتشات المقصف ، فأعتقد أنها تشكل خطورة أكبر على صحتهم ، كون تلك المقاصف تفتقر للرقابة الصحية ، وإن وجدت فبجهود متواضعة من إدارة المدرسة . إن المقاصف المدرسية في جميع المراحل الدراسية ، أعتقد أنها أهم بكثير من مطاعم الوجبات السريعة التي انتشرت في شوارعنا بشكل رهيب ودون تنظيم تحت غطاء التستر التجاري ، ومن المحتمل مستقبلا أن تنتشر أيضاً في جميع الأحياء إذا لم يتم وضع نسب على عددها في كل شارع . وترجع أهمية المقاصف المدرسية نظراً للعدد الكبير من الطلاب الذين يعتمدون في تناول وجبة الإفطار منها ، وتعتبر المقاصف المدرسية استثمار أكثر من ممتاز للمدارس ، فمعظم إدارات المدارس تعتمد مصروفاتها من إيرادات تلك المقاصف . ونظراً لأهميتها بالنسبة لصحة أطفالنا خصوصاً ، يجب منع بيع جميع أنواع الحلويات والشبسات ، وكل ما يتوقع أن يشكل خطراً على صحة أطفالنا ، ومعلوم أن الأطفال تغريهم الحلويات ، لذلك وفي ظل غياب الوالدين سيشتري ما يشتهي منها ويبتعد عن المفيد ، كما يجب تسليم رقابة تلك المقاصف للبلديات ، أو منعها من عمل وبيع الوجبات السريعة ، وإلزامها ببيع السندوتشات الصحية المغلفة والمعروفة والتي تباع في المحلات الغذائية ، خصوصاً وأنه أصبح لكل مدرسة ميزانية مستقلة ، وليست بحاجة إلى مردود مادي يسندها في المصروفات المدرسية . ودمتم ودامت صحة أطفالنا بألف خير ....تحياتي ،،، علي عبدالله الشمالي [email protected]