* حكى لي أحد الرفاق عن إقامته في كندا ، وكان مما ذكر: أنَّ ابنا ً له التحق بإحدى المدارس ليدرس في المراحل الأولية الابتدائية ، فكان يبكي أحيانا إذا جاء يوم الجمعة ، وكان سبب بكائه أن يوم الجمعة يعقبه يوما الإجازة الأسبوعية أو مايسمى (بالويك إند ) ، فيبكي لأنه سيفارق المدرسة ورفاقه فيها لمدة يومين ! وبعد عودته إلى أرض الوطن أدخل هذا الابن في مدرسة حكومية في الحي الذي يقطن فيه ، فكان يلاحظ أنه يبكي أحياناً يوم الجمعة وخصوصا ً في المساء ،وبيَّن سبب بكائه هنا هو أن غدا ًالسبت أول أيام الأسبوع الدراسية، فما الذي أبكاه في جمعة الخارج وماالذي أبكاه في الجمعة هنا ؟ أترك الإجابة للقارئ الكريم ! * نلحظ الكثير من الأخطاء التي يقع فيها الشباب في أداء الصلوات المفروضة ، وبعض هذه الأخطاء مما يبطل الصلاة ، وقد يبادر أحد الناصحين لتبيان الخطأ لهذا الشاب ، ومع ذلك تجده يكرر الخطأ في صلاته مرات ومرات . كذلك من المؤلم أن يخطر في بالك توجيه أسئلة لمجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاماً ، وتتمحور هذه الأسئلة حول السيرة النبوية ، فتجد بينهم من لايعرف اسم رسولنا الكريم كاملا ً ، ومنهم من لايعرف سنة ولادته ولا سنة وفاته صلوات ربي عليه وسلامه!! وكم هي كارثة أن لايفرق شباب بل رجال كهول بين واجبات وأركان الصلاة ! وتتعدد صور التسطح ونتائج التسطيح التي فرغت أدمغة كثير من أبناء الأمة من كل مفيد وملأتها بكل ماهو ساذج وتافه إن لم يكن ضاراً فهو على أقل تقدير غير مفيد ! فنرى من شبابنا بل ومن معلمين مَن لايعرف شيئاً عن مواقع وتواريخ وشخصيات هامة في تاريخنا الإسلامي أو تاريخ الوطن !! بينما تراه يعدد لاعبي النادي الأوروبي الفلاني ، ويذكر نتائج البطولة القارية الفلانية وهدافيها ... بل وتجد من يتفاخر بتعداد أبرز أفلام الممثل الفلاني وأشهر أغاني المطرب العلاني !! السؤال المحزن الذي لاشك أن إجابته أكثر حزناً وأشد إيلاماً هو : من المسؤول عن تسطيح أفكار وثقافة أبنائنا وبناتنا بل ورجالنا ونسائنا؟؟ * تسير في شوارع وطرقات مدينتك فترى ذلك الرجل المهيب شكلاً والحسن مظهراً يقود سيارته فيعجبك ، ولكن مابين طرفة عين وانتباهتها ، وبخطأ غير مقصود أو قد يخيل إليه أنه خطأ منك أو من غيرك تجاه هذا المهيب ذي الرونق والأناقة والجاذبية تجده قد انقلب إلى (شخص آخر ) منتفخ الأوداج مُحْمَر العينين يلقي أقذع الألفاظ على من أخطأ عليه ، ولا يستطيع (أحكم الحكماء وأحلم الحلماء ) أن يهدئ من ثوران هذا البركان ، هذا إن لم يحاول الاعتداء على من حوله إن حاولوا التدخل للإصلاح والتهدئة!! فلتان الأعصاب هذا الذي أخذت مظاهره ودرجاته تتعدد في مجتمعنا بسبب أو بلا سبب ، واختلافات المظهر عن المخبر أي الانفصال التام بين الظاهر والباطن في تعاملات البعض وسلوكاتهم .. هل كانت موجودة سابقا ً ؟ فإن كانت موجودة ، فما ماأسباب انتشارها بقوة في هذا العصر ؟ عبدالله بن إبراهيم البريدي [email protected]