قلت سابقآ أنني بالوقت الحالي لست مع أو ضد تدريس المعلمة لأطفال ولكن لابد من ذكر سيناريو يكرره أصحاب المشاريع والرؤى الفارغة .. يدرس الطفل في الأولى ابتدائي مع الطفلة وتقوم بتدريسهم معلمة لأن المعلمة كالأم وهي الأجدر بأن تربي وتعلم الأطفال خاصة وأنهم للتو غادروا أحضان أمهاتهم , المديح للمعلمة ودورها كي تُدرس طفل مع الإغفال التام لدور المعلم وأنه أب ايضآ , يمر شهر وتعقد المدرسة مجلس للأمهات لمعرفة مستويات أطفالهن ذات الأصوات التي ترى أهمية أن تقوم معلمة بتدريس الأطفال لأنها هي الأفضل ستعترض على مجلس الأمهات لأن الأب لن يحضر بينما له دور في تربية أبناءه وكيف يقيس مستوى تحصيلهم وهو الغير " معزوم " وهنا لا أحد يسأل عن الأم وأهمية حضورها ! هذا الأب هو الذي أُقصي من قبل عن تعليم أبنائه ثم يعتبر من التخلف ألا يزور المدرسة وللسؤال ومعرفة مستوى ابنه ! يمضي الطفل ثلاث سنوات المدة التي حددها هؤلاء في أن يتم تدريسهم من قبل معلمة وما أن تنتهي إلا و " يولولون " على الطفل لأنه سيفارق معلمته وفصول الإناث والمدرسة وأي صدمة نفسية لهذا الطفل ؟ وأي تناقض هذا الذي يجعل الطفل يتعلم في سنينه الأولى لدى معلمه ثم " بتاليتها " يفارقها وهو يغني من شدة الصدمة " أنا الذي في تالي الليل ونيت ** ونيت سوسو ماعاد أناظرها " يستمر مسلسل البكاء والعويل على هذا الطفل ومصيره حتى يدرس الثلاث سنوات الأخيرة بذات المدرسة وحين يخرج من الابتدائية وقد قضى ست سنوات يأتي النحيب والعزاء إذ كيف يقضي ست سنوات مع معلمته ولا يقضي مثلها في المرحلة المتوسطة والثانوية ؟ وأية بناء وتقدم هذا الذي لا يعطي الطفل الثقة وهو من تجاوز ال 12 عامآ ؟ ثم يستمر سيناريو المسلسل بعد ثلاث وأربع سنوات فهذا المراهق قد أصبح أكثر رشدآ وعقلآ فما المانع من اختلاطه والدائم مع الفتيات ؟ هكذا... بالبكاء والعويل وذرف الدموع ومزاعم التقدم والانفتاح وكيل التهم والسباب والشتائم لمخالفيهم يسوقون لمشروعهم ( الفارغ ) والذي يبنون عليه كل آمال التقدم والإصلاح بل لا أتعجب لو أن أحدهم سيقول : لصنع طائرة لا بد من الاختلاط وكذا الاختراع وبناء شركة ! ما أتعجب منه أن بعضهم حينما يطرح فكرة تدريس المعلمة للأطفال يقول أنهم أطفال لم يبلغوا سن التكليف حتى يُمنع تدريسهم من قبل معلمة بينما هم يستنكرون أيضآ منع الاختلاط في العمل فهم المحامين عن اختلاط الكاشيرة لا عملها فكيف يسوقون لمشروعهم ( الفارغ ) بالفراغ وبالتناقض ؟! أقول قولي هذا وأنا أحب الأطفال وبراءتهم سواء كانوا ذكور أو إناث واستغفر الله لي وللجميع .. ميساء العنزي