في افتتاحه لمؤتمر العمل البلدي الخليجي السادس أشادَ وأشارَ سمو الأميرِ نايف حفظه الله بموقف الشعبِ السعودي إزاءَ دعاةِ التحريضِ والتظاهر ..في ردة فعلٍ رائعةٍ لموقفٍ رائع..تُشعر كلَّ فردٍ سعودي بأثرِ الوعي وأثرِ الالتفاف حولَ قيادته ..وأثرِ الموقفِ الذي جحظتْ منه عيونُ الخصومِ إذ كانوا ينتظرون ماذا يعطيهم الشعبُ السعودي من فتاتٍ حقيرٍ ليغتنموا هم الفرقة ..ويقتاتوا على الانقسام ..ويكشرون عن أنيابهم الفاتكة مع ذهابِ الأمن ..وشتات الكلمة ! ولكن الواقعَ وفي جمعةِ الرضى أنْ توافد الجميع على كل لون ليجعلوا منه أخضرا ..بلون الراية الخفاقةِ برمز التوحيدِ الخالص الذي نصع ولا يزال على هذه الأرض المباركة.. لقد استحالَ الدم القاني أخضرا .بلون السلام ..بلون الراية الخضراء ..بلون عمائمِ الملائكة حين ينادي داعي الفداء.. فكلُ دم مصبوب سيكون روحا لخفقات هذه الراية ..لتبقى نقيةً عن دنس المتآمرين ..وتبقى عاليةً بنبراسِ الدين ..وتبقى عصيةً على المتربصين ..وتبقى تقول للذين في قلوبهم مرض : إلا الوطن !..ونحن سندُ القادة ورهن الإشارة .. ( إلا الوطن ) حملةٌ انطلقتْ هي وغيرها على صفحة الفيس بوك وتشرفت بالانضمام إليها ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فإنني أتقدم للقائمين عليها وعلى غيرها في المواقع المفتوحة ( لعامة الجماهير ) بعبير الثناء وصادق الدعاء.. على دورهم في إتاحة الفرصة للكثيرين من الغيورين على بلدنا وأمنه وضرورة لحمته مع قيادته فجاءت الأعدادُ ولم يلزمْها أحد.. وتوافدت التأييدات ولم يشحنها أحد ..وأشرقتْ الهممُ ولم يشحذها أحد..وظهر من خلالِ تلك الحملات أن السعودي الفرد المجرد يعرف بعمق ويقرأ بروية ويغارُ على وطنه أن يعبث به عابث . وهاهنا ما يمكن أن يَهمس به هامسٌ من خلال المواقف القريبة والراهنة : إنَّ السير في الأرض والاعتبارُ بحال الناس الآخرين منهج قرآني كما قال تعالى :" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين " إنَّ جيل الشباب السعودي اليوم عرف منذ نعومة أظفاره في المدرسة الابتدائية مابعدها من خلال المناهج الدراسية عقيدة السلف.. عقيدة أهل السنة بطاعة ولاة الأمر والبيعة وحقوقها ومايجب على الفرد المسلم في دنياه وأخراه ..في حين أن المطالبات في كثير من الإصلاحات هنا وهناك تدور مع لعاعة الدنيا حيث دارت وليس لأمر الله وحياة الآخرة شعار مرفوع ولا طلب مسموع . ومن عرف واقع الكثير من الدول والشعوب من حيثُ ذهاب الأمنِ حتى لجأ الكثيرون منهم إلى الغربة في بلاد ليست لهم بثقافة ولا قرار.. ومع ذلك نجدهم فروا بحياتهم إلى هناك! ومن عرف مساجدنا يُرفعُ فيها اسمُ الله على مدار الساعة ويُدرَّس فيها منهج الله على المحجةِ البيضاء وعَرَف الكثيرَ من المساجد حين تكبل أبوابها بنظرات المراقبة وعقوبة من ( يكثر الارتياد لها ) . ومنْ عرَف ألم الشوكةِ العابرةِ لن يعرفَ ألم الخنجر حين يُطعن به من الخلف مع ذهاب الأمن إلا بعد فوات الأوان ! ويبقى لنا أن أمورَنا الكبرى وإن تحدث بها الجميع فإن الحديث الراسخ والذي لا يحيد عنه سمع هو لمن قال الله عنهم : " وأطيعوا وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فأولوا الأمر هم الأمراء والعلماء ، ومن جميل شكره وتمام فقهه جاء شكر الأمير نايف حفظه الله للشعب السعودي متوجا بشكره لسماحة المفتي وعامة العلماء . وهكذا كانت السعودية وستظل كذلك آخذة بأسباب البقاء والثبات لتمسكها بمنهج الله تعالى حيث يقول : " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر " د . فهد بن إبراهيم الضالع [email protected]