كأي مواطنٍ سعودي لم أزلْ في فيءِ نظرةِ الرضى التي حبانا بها قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأيَّده وسدده وإخوانه وجعلهم الله مباركين في العالمين وجمعهم ومن يحبون في عليين ..وجزاهم عن دينه خيرا وعنا خيرا فلله الحمد على هذه النعمة العظيمة .. هاهنا فرحةٌ حزينة ..وضحكةٌ مُشربة بالدمع من خلال رسالةٍ إلى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن البراك حفظه الله : التتلمذ على يديك شرف لم تبلغه همتي القاصرة .. والجلوس معك ولو مرة سمة لم أظفر بها لعبثي بالتفريط بمن مثلك ..حيث تجعل بينك وبين الدنيا سورا له باب باطنه فيه الرحمة وظاهرُه من قبله الظهور وحب الذات واللذات والفتاوى الشاذة وحظوظ النفس وحظيظها إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا. لست أعرفك إلا من خلال الفتاوى التي وسموها بالتشدد والتطرف والأصولية والرجعية والإرهاب..إلخ .. لكنني أعرف نفسي أنني لا أقوم مقام التقييم ولا التقويم للفتاوى وأعرف جيدا حدودي التي أستطيع الحديث بها وعنها .. والشيء المجرد الذي أعرفه عنك ممن حولي أنك زاهد في الدنيا ولك وزنك العلمي كما ناءت به جامعة الإمام في قسم العقيدة .. والشيء الذي أعرفه أيضا أنك أنت نعمةٌ طويت فأتاح الله لك لسان الحسود ..فلا أنام على مقالة تنال منك..بالرجعية إلا وأصحو على أخرى تستفز عفوك وعفافك بأقذع الأوصاف ..وأنت تعرف أن هذا لا يضرك .. فضيلة الشيخ ..محزن أن يبلغ بمثلك الحال ..أن ترفع امرأة شِعرها الشعبي لتنال منك أيضا .. كل هذا حصل ووقع حين كانت بلادنا حفظها الله يناغيها الهدوء وتتهادى مراكبها على صفحة من الماء الذي يلاعب خيرها تارة ويداعب أمنها أخرى .. وببينما نحن كذلك ..إذ تغيرت السماء فاسودَّتْ ..وهاجت بحار الواقع وماجت ..بأهلها فمظاهرة هناك ..ودماء هنالك .. وبات الناس يصبحون على جرح ..ويمسون على آخر ..ونحن ننظر بدهشة ما الذي حصل ..وننتظر بخوف ما الذي يحدق بنا حيث للعاصفة موعد هاهنا .. فلما أريد لبلادنا ما أُريد قادتنا حكمة ولاة الأمر من حكام وعلماء في هيئة كبار العلماء والعلماء أمثالك ..لتقولوا : اثبتي يا أرض السعودية ..السكينة السكينة ..واثبتي بأمر ربك ..حيث يُحكم شرع الله ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر ..اثبتي فما عليك إلا رجال مخلصون ..يريدون وجه الله والدار الآخرة ..ولم يسعوا إلى لُعَاعات الدنيا ..وليس لهم هوى شرقي ولا غربي ..بل هواهم أنتِ وأنتِ فحسب..حيث هبط الوحي وبقيت معالمه تنبض هاهنا..وستبقى كذلك . ومع بزوغ فجر السعد وانكشاف الغمة..ولحمة الروح بالجسد القائد ..رحت أبحث في بعض القش المتناثر على سفينتنا السعودية..فوجدت أقلام الزيف التي تنال من العلماء ..مركومة مكسورة ..مبعثرة على جوانب السفينة ..فأخذها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فألقاها في اليم بلا هوادة وهي مليمة ببيانه الأغر الكريم فبعد أن شكر العلماء ..حذر من تسول له نفسه النيل منهم تحذير من عرفت صولته..وكذلك يفعل من يزع الله به مالا يزع بالقرآن ..متمثلا قول ربه تعالى : ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم .. ص / لكل عالم تناوشته دبابيس الأقلام غير المسؤولة ،وإنما خصصت من خصصت لكونه أضحى غرضا حتى للشعر الشعبي!! د . فهد بن إبراهيم الضالع [email protected]