لئن جنح الفيلسوف الإنجليزي لورد آكتون بالرأي إلى أن «السلطة تفسد الإنسان»، في إشارة صريحة إلى ضعف الحكمة أو انعدامها لدى نماذج حكمت أمما عبر التاريخ، فقد برزت رموز أخرى صنعت ثقافة الحكم الراشد بانتهاجها الحكمة أساسا جامعا ودائما في رصف المسار الوحدوي بنبراس هادئ ومتزن. والحكمة في إطار البناء الوحدوي، في تقدير الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي، إنما ترتبط برجاحة العقل في المسلك وإدراك القيمة الحقيقية للإنسان في البناء وفي سن الحقوق وفرض الواجبات. وليس بعيدا عن ذلك، إن لم يكن مجسدا قويا وبارعا في إعلاء شمس معادلة الحكمة والعقل، النسق السعودي في الحكم منذ بزوغ فجر المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله فأضحى هذا المنهج إلى يومنا الحاضر لازمة في صياغة الوطن الأسمى والمحافظة على نسيج المجتمع الوحدوي، ارتكازا على يقظة الحاكم وقدرته على ضبط الميزان السياسي، وإعمال مبادئ العدل والعناية بالإنسان أمنا، صحة، تربية، حياة، وسكنا في وطن رغيد. وما الحكمة في أنموذج كهذا من سياسة درجت على تقديم الوطن والمواطن، إلا تلك التي تزرع الانتماء، فلم تول وجهها يوما شطر ما يجنح عن إمكان النظر وحكمة العمل، تأهيلا للمواطن ومجتمع الدولة للوعي بالزمان والفعل. إذن، بالحكمة تضيء يا وطني، وستظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها. ملف خاص بمناسبة اليوم الوطني ال80 لتوحيد المملكة.