يتوهم كثير من الناس أن الأذى بالوشاية والتعريض بالكلام قد يقض مضجع من نثر حروفة أمام القاصي والداني وجعل ظهره لسياط الكلمات القذرة لا ينحني له رأس ولا تلين منه عزيمة ويقتنع أكثر فأكثر أنه لابد من هز الفراش من الغبار لتطهيره من حشرات فاسدة مؤذية كما أمرت السنة بذلك . وإلى من يرى كلماتي من إخواني المسلمين أنني لا أحمل في نفسي على أحد شيئاً ،وقل مافي خاطرك مهما كانت الحقيقة مرة أو تعودت الناس على المجاملة والكذب الأبيض حتى صار الكذب مع الأسف هو الخلق المتداول حتى مع ولا الأمر من قبل بعض المسؤلين، ومتأكد أن ماسوف أقوله سيوقض مضاجع ومناصب أعتقد أصحابها أن مسؤلياتهم تملك خاص بهم دون مراقبة أو مسؤلية ذهلت مرة من كلام أحد الإقتصاديين السعوديين أن 80% من المواطنين لا يملكون منزلاً خاصاً ناقشته وأقنعني بعدد الأفراد الذين يتزوجون بشكل يومي تقريباً وأن كل زواج هو مؤذن بوجود عائلة !! وأضاف أن نسبة السكان بالنسبة للمساحة لا تعادل شيئاَ وأن مشكلة السكن ليست مشكلة صعبة الحل بل هي ميسورة مع توفر الظروف المناسبة لحلها بل حتى مشكلة الفقر هي شماعة لا أكثر ولا أقل ولو وجدت هذه المشاكل إرادة جادة لتم حلها خلال فترة وجيزة. ومن هذه المقدمة نتسلل إلى دور مهم تقوم به الجمعيات الخيرية سواء العامة أو النسائية وسوف أتحدث بوضوح يسهل معه الفهم وهو أن هذه الجمعيات ودورها النبيل والحيوي بعد تمكين الدولة لها في جمع التبرعات والهبات لم يكن بالشكل المرضي والمطلوب من جهة الدولة والمستفيدين من هذه الجمعيات ،حيث أنها من حيث لا تشعر وطنت الفقر وساهمت في صنع شريحة لا يستهان بها من المعتمدين على ما تقدمه لهم الجمعيات وذلك عبر غرس الإحتياج الدائم والمستمر لها وكان المفترض أن تتحول الجمعية إلى غرس قيم العمل والتطوير لنفسيات الناس المحتاجين بإعطائهم دورات وتأهيل مواهبهم سواء في بعض المهن الحرفية أو إشراكهم في بعض الأعمال وتبني توظيف أبناءهم أو بناء مساكن لهم أو مساعدتهم في شرائها أو ترميمها لأن توفير المنزل ومثله العمل هو خط دفاع أولي لكل فقر يطال الأسرة أو بعضها من الأرامل والمطلقات والمحتاجين بشكل عام . ولعل دور جمعية "حرفة" متعددة الأغراض في توفير العمل للحرفيات واستثمار مواهبهن . . . ومعاملتهن بمسؤولية تكفل لهن العيش الكريم وغير الممنون وفي بادرة رائعة تستحق الإشادة ذكرتها الأستاذة ريم بنت خالد بن جامع مديرة جمعية (حرفة)هو تبرع الأميرة نورة بنت محمد آل سعود رئيسة مجلس إدارة(حرفة) متعددة الأغراض بترميم منازل المحتاجات من الحرفيات وهو عمل نبيل وراقي وواعي وهو الخطوة الصحيحة ،لأن المنزل لبنة الإستقرار وما بعده يأتي تبع يؤسفني دخول بعض الجمعيات في أعمال هامشية غير مفيدة وغير نافعة ولعل منها توزيع منشورات توعوية دينية مستهلكة تتحدث عن فضل الصلاة والصيام وغيرها من مواضيع غير مهمة ووجه الخطأ هو أنه ليس مجال اختصاصها ولو تم توفير هذه المبالغ المصروفة لشراء منزل لإحدى الأسر أو الأرامل لكان فيه الفضل ولأجر العظيم وكذلك ترشيد المصروفات بالشكل اللائق فلا ينقضي عجبي من بعض الجمعيات والمستودعات الخيرية والتي قد تكون مكاتبها كأنها مكاتب وزراء فالشكل المناسب ليس معناه البذخ على حساب صدقات الناس وزكواتهم . . أعرف لجنة خيرية تجتمع نصف ساعة ثم " تقلط على مفاطيح " بعد إنجازها العظيم لشؤونها إنه لشيء مخجل !! بل إن بعض أصحاب الجمعيات الخيرية لا يتورع عن السكن في أرقى الفنادق ليس من حسابه الخاص إنما على حساب مأموريات عمل الجمعية . . إن وجود شفافية وقوائم مالية ومحاسبية قانونية في الجمعيات والمستودعات والهيئات واللجان الخيرية كفيل بضبط بعض التصرفات وأدعى لثقة الناس لأنها زكواتهم وصدقاتهم .. كما أن وجود هياكل إدارية ومجلس إدارة يمنع تحول مسؤول الجمعية والمستودع واللجان الخيرية إلى ملكية خاصة وكأنه رئيس دولة عربية ...!! وقد رأينا من يرى أنه فوق المنظمة والمحاسبة بل إن بعضهم قالها بالحرف لو ذهبت عن الجمعية لضاعت !! ومن الملاحظات أيضاً قضية استثمار الجمعيات وهو ملف كبير يحتاج لتقنين فقهي وقانوني ودراسات جدوى وإذن عام من المرجعية الإدارية . زرت صدفة "الزاد الخيري" ببريدة ليلة عيد الأضحى الساعة الثانية عشر ليلاً وكانت عين الرقيب تتابع كل كلمة يقولها القاضي الشيخ ابراهيم الحسني لفريقه ويوجههم بها فرأيت كيف يفاصل من سوف يقوم بذبح الأضاحي ؟!وكأنها أمواله ورأيت كيف كان يتأكد من عدد الأضاحي وصحتها ومكانها !!ورأيت كيف تتم آلية جمع المال وطريقته وكل ذلك بمكاتب أنيقة ومقبولة لا بذخ فيها ولا تفاخر وهو شيء سرّني وفرحت به أن في بلدي أناس وهم كثر يقدرون الأمانة ويحرصون عليها كحرصهم على أموالهم ولا نزكيهم على الله . . . وحصل لي موقف آخر في "الزاد الخيري" ببريدة وهو ساعة دخولي جاء شخص معه مبلغ من مال يريد إعطاءه الموظف فتشاغلت بورقة كانت بيدي حتى سمعت الموظف يقول لا أستلم مبلغ نقدياً قم بتحويله إلى حساب الزاد البنكي . . . وهي شفافية عالية أضحكتني من أصحاب (المخابي) الذين لاعمل مؤسسي يضبط عملهم ولايد رقابية تشرف عليهم بل حساباتهم الشخصية هي حسابات الجمعية!! ومن طريف بعض الأشخاص الذين يجمعون تبرعات لبعض العائلات انه بعد سداده لبعض الديوان وشراء ماتحتاجه العائلة نجده أحد المتزوجين من احدى بناتها!!! ماذا يضير الجمعيات والمستودعات واللجان الخيرية لو وضعت خطة عمل للملايين التي تصلها وتركز فيها على الاصول والاحتياجات الضرورية... ومن لم يعجبه كلامي فل يقل إني ثرثار ويقلب الصفحة!! [email protected]