بسم الله الرحمن الرحيم الاستسقاء .. ونداء الرحمة النديّ.. إن الأمطار تنزل حينما يعود الناس إلى ربهم .. ويتوبون من ذنوبهم .. ويعترفون بخطئهم .. ويدعون ربهم ويستغفرونه .. فالاستسقاء تضرع ودعاء .. وتمجيد وثناء .. وخوف ورجاء .. وخشوع وبكاء .. قال الرحيم الرحمن الغفور المنان مخاطباً كل من أسرف على نفسه بالعصيان \" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم \" وفي ظلال هذه الآية تتجلى الرحمة الواسعة التي تسع كل معصية كائنة ما كانت ، إنها الدعوة للأوبة دعوة العصاة المسرفين على أنفسهم الشاردين المبعدين في تيه الضلال ، دعوتهم إلى الأمل والرجاء والثقة بعفو الله ورحمته ومغفرته .. إن الله رحيم بعباده ، وهو يعلم ضعفهم وعجزهم ويعلم العوامل المسلّطة عليهم من داخل كيانهم وخارجه ، ويعلم أن الشيطان يقعد لهم كل مرصد ، ويأخذ عليهم كل طريق ويجلب عليهم بخيله ورجله . وبعد أن يلج الإنسان في المعصية ويسرف في الذنب ، ويحسب أنه قد طرد وانتهى أمره إذا به يسمع نداء الرحمة الندي \" ... ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده .. \" ويقول الرءوف الرحيم ممتناً على من يظلم نفسه ثم يلهج باستغفار ربه \" ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيماً \" فهذه الآية كانت موحياً ودافعاً لمن أثقلته الذنوب وزادته المعاصي رهقاً .. فقد كانت إجلاءاً كريماً لأحسن الظن بالله الغفور الرحيم ، ولقد سمى الله نفسه بالغفور الرحيم ، ونعتا بهما سبحانه نفسه ليذكر عباده إنما هم بشر يخطئون ويصيبون فيثيبهم على الصواب ويغفر لهم الزلة والخطأ والنسيان ما كان ذلك عمداً أو غير عمد ، حين تذل الرقاب لله وتنكسر النفوس بين يديه سبحانه ولا غافر لهم ولا راحم إلاّ رب السموات والأرض فيلجئون إليه ، ويجأرون عند حماه ، ويلوذون ببابه خوفاً وطمعاً دعاة مخبتين فقراء متذللين \" اللهم رحمتك نرجو ومغفرتك نسأل فألهمنا حسن السؤال وأنلنا كريم الإجابة \" نعم .. يا ربنا رحمتك نرجو .. ومغفرتك نسأل .. فألهمنا يا ربنا حسن السؤال .. وأنلنا كريم الإجابة .. حميد بن محمد الحميد إمام مسجد العمري ببريده [email protected]