لقد تعرضت لاصطياد كاميرا ((ساهر)) حفظها الله ورعاها أكثر من ست مرات بالرغم من اعتقادي إنني لست متهوراً وأتقيد بأنظمة المرور أربط الحزام أغلب الأحيان وأحافظ على مسافة بين سيارتي والسيارة التي أمامي ولا أتجاوز مساري إلا بعد إعطاء الإشارة ومراقبة مرآة السيارة في مواقعها الثلاث والتأكد من المنطقة العمياء بالتفاتة سريعة يمنة ويسرة. ذات مرة تأثرت بالتنبيهات الضوئية من السيارة التي تلاحقني فأسرعت قليلاً لأتجاوز السيارة التي بالمسار الأيمن لأفتح المسار الأيسر فاكتشفت أن السيارة التي تلاحقني هي سيارة المرور السري فأخذت مخالفة لتجاوز السرعة المقررة وهي ( 100كم) وكنت حينها أعتقد إن السرعة المسموح بها هي( 120 كم ) لآن الطريق امتداد للطريق السريع القادم من مكة حيث انه في وقتها لا توجد إشارات محددة للسرعة. لذلك قررت عدم الاستجابة للإشارات الضوئية من السيارات التي خلفي ماعدا سيارات الإسعاف والمرور فقط وتحملت إساءات قائدي السيارات المتهورين حيث كدت أن أتعرض لحادث اصطدام متعمد من عدة سائقين فنجوت منها بأعجوبة وبانتباه لسلوك المتهورين. أول مخالفات ساهر (300 ريالاً) عندما أحضرت زوجتي من مستشفى رعاية الرياض وانطلقت في طريق خريص شرقاً فوجدت الطريق مفتوحاً أمامي مما أدى لعدم انتباهي لتجاوز سرعة 120 قليلاًَ، والأخرى عندما عدت من مستشفى دله بعد علاج الجيوب الأنفية مع الدائري الشمالي ودلفت عبر شارع الشيخ جابر جنوباً فتجاوزت السرعة المحددة (80 كم ) وكانت قيمة المخالفة (500 ريالاً)، واثنتان عبر شارع عقبة بن نافع وكنت لا أعلم حينها أنه امتداد طريق الملك عبد الله شرقاً حيث إن السرعة المحددة ( 70كم ) كل منها (500 ريالاً) واثنتان لا أعلم مكانها سددت المخالفات ما عدا آخر مخالفتين وسأدفعهما قبل شهر خوفا من مضافة القيمة، آلمني الدفع والتسديد للمخالفات وضغط على ميزانية المصروفات مما أدى لألغاء حجزاً لمخيماً بالثمامة فحرمت أبنائي من متعه اللعب بالدبابات أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وبدأت بإلتزام ربط حزام الأمان أثناء القيادة وربط حزام البطن لخفض المأكوت وتقنين المشروبات التحقت بنادي لتجديد اللياقة الصحية وتخفيف وزن القدم حتي لا تضغط دواسة الوقود أكثر من المحدد وتحولت يدي من الانبساط في الصرف للانقباض بالمصروفات.ابني فواز تجرأ علي وأصبح يتابع عداد السرعة وينبهني بعدم التجاوز، كنت أقود السيارة من البيت للعمل وبالعكس من خلال عقلي الباطن، فتحولت لعقلي الواعي فأصبحت أشعر أن كاميرا ساهر بالأشجار يميني وشمالي وبأعمدة الإنارة أو بالسيارات المتوقفة أو المتحركة، تحول نظري من السيارة التي إمامي لعداد سيارتي لأضبط السرعة، حرصت على صلاة الفجر ليحفظني الله من ساهر وإيصال أبنائي لمدارسهم مبكراً لانطلق لعملي قبل السادسة والربع صباحا، الحمد لله لقد عقلت عندما تحولت من اللاوعي في القيادة إلى الوعي وندمت لمخالفاتي السابقة وتبت فلن أتجاوز السرعة مستقبلاً وقررت حرمان ساهر عطائي فقد غير ساهر سلوكي وأتمنى ان يغير الجميع نحو قيادة آمنة وفق سرعة محدودة. فهذا ساهر وما فعل بي وبكم فشكراً لمن أبدعه وأحضره وثبته ليغير سلوك قادة السيارات للحفاظ على الأرواح والممتلكات، ولكن ساهر بحاجة للصيانة وقد يتوقف عن العمل لانقطاع التيار ولكن هناك ساهر لا ينام وهو رب الأنام فلنراقبه ونغير أنفسنا للأفضل.