بريدة قاعدة القصيم وعاصمتها الإدارية يليق بها أن تكون عروس المدائن النجدية. فمدينة المليون لم تصل لهذا التوسع والزيادة المضطردة في عدد السكان إلا لتوافر عوامل الجذب وأهمها على الإطلاق حركة المال والأعمال وانتشار الأسواق التجارية التي تعد دون مبالغة مصادر ثرية لتمويل الأسواق السعودية في مدن المملكة الأخرى وحتى الأسواق الخليجية وتحديدا السوق الزراعية وسوق الإبل والماشية . هذه الحركة النشطة لأهل بريدة ليست مستغربة لمن قرأ تاريخ هذه المدينة جيدا ووعاه فهم أهل تجارة ونشاط وحركة لم تتوقف منذ نشأة المدينة. الحركة التجارية والنمو الاقتصادي على وجه التحديد ساهما في قيام الشركات والمصانع والمشروعات الاستثمارية وهو ما أدى إلى تمدد المدينة وخاصة إحيائها الشمالية حيث تسمح جغرافية المدينة وتزايد أعداد القادمين إليها من المدن والقرى الأخرى. كلما زرت بريدة\"مسقط رأسي\"ألمس التغير والتبدل واضحا في كل مناحيها الحياتية حتى باتت المدينة تمتلك بنية تحتية جيدة لكن ما يدعو للأسف أن شوارع المدينة لاتتناغم مع حركة التطوير المضطردة والنمو الهائل في أعداد السكان فشوارع بريدة تظل حتى اليوم معوقا للحركة المرورية تخلق الاختناقات نتيجة لضيقها وكأن هذا الضيق\"أرث تاريخي\"حكم على المدينة أن تعيشه حتى في حاضرها من أيام \"شارع الخبيب\"العتيق الشريان الرئيس لبريدة وقلبها النابض والذي ظل حتى هذا اليوم ومن سنوات طويلة لم تمد له يد التطوير والأولى أن يحول هذا الشارع لمعلم رئيسي للمدينة بتوسعته وشق الأنفاق في وسطه وإضفاء اللمسات الجمالية والمواقف والنوافير على جانبيه وتزيينه باللوحات الفنية التي تعبر عن تاريخ المدينة الطويل. بقية شوارع المدينة ليست بأحسن حال فمعظمها تعاني كل عيوب التخطيط من أيام \"الخط بالرجل\"قبل الخرائط الهندسية.هذه العيوب أستغرب أنه لم يتم تلافيها حتى اليوم وبالذات الشوارع المعروفة. أغيب عن بريدة شهورا عديدة وعندما أعود إليها في زيارة خاطفة أجد الشوارع المغلقة والحفريات\"على حطة يدك\"أو على \"طمام المرحوم\"كما يحلو لأهل بريدة أن يعبروا به.طريق الشاحنات من يذكر لي تاريخ إغلاقه؟وجسر فندق الموفنبيك منذ متى والعمل يجري فيه؟وطريق الهدية المنطلق من الإشارة الخماسية كم من الوقت سيستغرق كي يفتح أمام عابريه؟والجسر الذي يتم تنفيذه حاليا في تقاطع طريق الملك فهد وشارع الخبيب من يذكر لي تاريخ بدء العمل فيه؟وهل تفيدنا الأمانة بالتاريخ المتوقع لافتتاحه؟ما الأسباب التي تقف وراء تعطل تلك المشاريع؟هل لنقص الميزانيات دور؟أم أن الخلل في الشركات المنفذة؟ قد يفترض أحدنا أن قلة المتابعة سبب مباشر.وقد يفترض آخر أن التغاضي من قبل المسئولين له دوره.بكل تأكيد الناس يريدون الرد على تساؤلاتهم وإثبات صحة افتراضاتهم أو خطئها. أسوق ملاحظاتي لأخي وزميلي العزيز المهندس أحمد السلطان\"أمين المنطقة\"عله يقدح زناد فكره مع بقية فريق عمله ليجدوا لأهل بريدة مخرجا من ضيق الشوارع الذي خدش جماليات المدينة ولعله ينظر في بطء تنفيذ المشاريع والتي يشبهها بعض سكان المدينة بحركة السلحفاة وأتمنى أن يسعى لتطوير\"الخبيب\" أهم شوارع بريدة وأكثرها عراقة . د.عبد الرحمن الشلاش [email protected]