أن المتأمل في واقعنا المعيشي يرى عجب العجاب فنحن نشتكي دائماً من قلة الدخل الشهري ومحدوديته وإنه لا يفي بمتطلبات الحياة من أكل وشرب ولبس ورفاهية لأننا نريد مثل الغير نسكن الفلل ونركب أفخم السيارات ونضع في جيوبنا أحسن الجولات وأن نواكب كل جديد فالأب يريد و الأم تريد والأبناء والبنات يريدون أن يعيشوا كما يعيش الأقارب والجيران وأن يكون عندهم مثل ما عند الغير ولكن قد يكون ذلك من المستحيل إذا حياتنا بحاجة إلى إعادة نظر ووقفة تأمل وأن نطبق المثل الشعبي القائل (( مد رجليك على قدر لحافك )) نعم يجب علينا أن نتكيف مع ظروفنا الاجتماعية وأن يكون هناك جلسة أسرية يتم خلالها وضع جدول يحتوي على كمية الدخل الشهري والمصروفات مراعين في ذلك ظروفنا الاجتماعية السكن ملك أم مستأجر , عدد أفراد الأسرة , قيمة الفواتير الشهرية للكهرباء والهواتف النقالة , الأكل والشرب , اللبس , المناسبات , الزيارات , السفر , العلاج , مصروفات السيارة عندما نضع هذه المتطلبات نصب أعيننا مراعين في ذلك الحاجات والأولويات متوكلين على الله في ذلك بعيدين كل البعد عن التقليد الأعمى فلا ينبغي أن نقلد الغير ونلبس كما يلبس ونركب كما يركب ونسكن كما يسكن لآن كل أسرة لها ظروفها الخاصة التي تختلف عن الأخرى من ناحية الدخل الشهري وعدد أفراد الأسرة والظروف الأخرى وعلينا أن نكون قنوعين راضين بما قسم الله لنا من رزق في هذه الحياة