؟ سياسة القطيع أوجدت جيلاً حواريًا الكترونيًا لم يعد يستطيع استغلال أي مساحة حتى ولو كانت ضئيلة من خلايا عقله ، بل أصبح يعتمد على خلايا عقول آخرين في تحديد أفكارهم وتوجهاتهم تجاه قضايا العصر . من فلسفه فرنسيه و غربيه دون وعي وبشكل أوتوماتيكي. وأصبحنا مجرد أجهزة استقبال ليس لها إلا أن تستقبل جميع الإشارات النافعة منها والضارة, وقد تكون بعض هذه الإشارات الخارجية التي تستطيع معها أن تؤدلج العالم بأكملة لصالحها ونحنُ في غياهب الظلام . وكفى وبعد ذلك يتحرك الناس بعمومهم نحو البحث عما يلبي تلك الحاجة والتي لم يستطيعوا بلورة فكرتها لوحدهم بوضوح تام حتى نجح من يبلورها لهم ويكثف معانيها حتى تجسدت معانيها في أذهانهم فتحركوا لمعالجة وضعهم ولاندرك إلى أين نسير , دون حساب للنتائج أو المتغيرات ودون وعي بحقيقة ما يجري حولنا . فعقولنا ولدت لتتقبل الحقيقة من فم الاخر دون عناء تفكير و دون بصيرة بطبيعة القوى المعادية التي تتربص بنا وبالإسلام وتغييب العقول وتحويلها عن مسارها الحقيقي التي خُلقت لها. أنظروا إلى قنوات الأطفال و أفلام الكرتون التي تبث، فيها الغثّ والسمين والسيّء وما لا نعلمه أصبحت تُستخدم لتغذية العقول و صناعتها وفق مفاهيم و سلوكيات غريبة وبعيدة كل البعد عن مجتمعاتنا و ثقافتنا العربية و الإسلامية، وتؤدلجه بطريقة غريبة جدًا, فمثلاً قناة \"نيكولوديون\" ، تمارس هدف واضح و يتم فيه صناعة عقول الأطفال بطريقة غربية و تقاليد و عادات بعيدة عن عاداتنا و ديننا الإسلامي. فتجد في هذِهِ القناة مصطلحات لا تمت لديننا بصلة ومنها \"سنحتفل بالكريسمس\" وغيرها حتى يتبلور عقل الطفل على الديانات المختلفة وتشكيك في المعتقدات الإسلامية بما فيها من عادات يهودية ومسيحية وخرافات وأساطير ومشاهد غرائزية والطفل المسلم العربي في حالة تنويم مغناطيسي. فلا ننسى أن نتعامل بأرقى مالدينا ونفوت الفرصة على المرجفين والمخذلين ونتسامى على ضعفنا الإنساني فهذا سر قوتنا . لماذا نأبى إلا أن نكون تبعًا لهذا وذاك؟ لماذا يخفى عنا حقيقة أننا نحنُ القادرون على النهوضِ بِأمتنا وأننا نستطيع أن نقرر الحل لكل مشاكلها فمتى نستيقظ؟! يا مسلمين ! الكاتبة سلوى السلمي