يحاول الغرب دوماً النيل من أمتنا الإسلامية التي تعاني من غزوات متتالية من الغرب المعادي على مدى عقود مضت، منذ أن أبحر العالم في دوامة عصر النهضة، وحتى عهده المطور الذي استطاع من خلاله الغرب الرقي السريع للتقنية والصناعة وما يتعلق بها. فمن ضمن ما استطاع بواسطته الغربيون الوصول الينا، تلك التقنية التي أتقنوا كيفية استعمالها، بينما أخفقنا نحن في كيفية بلورتها، فبعد أن تمكن هؤلا الغرب من النيل من أمتنا بطرق متعددة، سواء كانت عسكرية أو غيرها، أصبح هناك طرق أخرى يسيره جداً لغزو أمتنا التي تكالبت عليها النكبات، وبكل أسف نتعامل مع تلك الطرق بشكل يومي ومستمر ألا وهي «القنوات الفضائية» المنتشرة في رحابنا. هذه الطرق التي نستطيع تسميتها بالقوى الناعمة... نعم عزيزي القارئ إنها «القوى العظمى الناعمة»، فبعد حرب الثكنات العسكرية المطورة، التي تكلف الغرب الكثير من العتاد والمال والرجال، وبعد تعدد وتفنن الغربيين بالطرق كافة من حيث قوة التقنية والصناعة التي أتت علينا من كل صوب، وصلنا الى الطريقة السهلة التي يسهل على الغربيين التعامل بها مع أمتنا البريئة، وهي تلك الفضائيات المؤسفة، التي تغلغلت في أوساطنا بكل قوة، بل أجزم القول إنها تغلبت على موازين القوى الأخرى. فعند النظر الى شهرنا الكريم رمضان المبارك، الذي كان سلفنا ينتظره بفارغ الصبر لإحياء ليله وصيام نهاره بكل إخلاص وسلامة عقيدة، أصبح الغالبية في وقتنا المطور والحضاري ينتظرونه من أجل اللهو والمجون، كما هي الحال عليه الآن. فلو تمعنا في قنواتنا عموماً نجد العجب العجاب من مهازل الدراما وملحقاتها بكل أسف التي أصبحت شعاراً لرمضان في نظر العامة، فلنا أن نتخيل ما نصبه لنا العالم الغربي لتلك الدرجة المؤسفة التي أضعنا فيها شهرنا العظيم بذلك المجون، نعرف حقيقة تلك القوة وضراوتها ومدى ضعفنا أمامها. لقد صدق الأوائل بقولهم إن «القوة الناعمة» مقبلة لا محالة للفتك بأمتنا وبأسهل الطرق، ومن اللافت للانتباه بل ومن المضحك أننا نجد تلك القنوات تبدأ في الغزو من بعد صلاة المغرب، أي وبمعنى آخر في جدولة الفترة المسائية، وكأن الصائم خلال النهار يعاني من الصيام، فهو بحاجة عند وجبة الإفطار وما بعدها من دلوك الليل، هو بحاجة الى المسليات والملهيات التي تعوضه عن تعب النهار. نعم غريب أمر تلك القنوات، وغريب أمرنا نحن عندما نصوم ونفطر على تلك «القوة الناعمة» التي أغرتنا وأغرت أمتنا بكل وسائلها الممكنة وبكل يسر ومرونة، فهل من متيقظ ومتبصر لمثل ذلك الخطر الذي يفتك بنا، والله المستعان. [email protected]