لا أحبذ الكتابة بالعامية مطلقا وأفضل الفصحى لبلاغتها وجمالها وأصالتها والأهم من ذلك أنها لغة ديني ,فالكتابة والقراءة بها هما الطريقة الوحيدة للمحافظة عليها وكي لا يصيبها التشويه والمسخ الحاصل للجيل الجديد الذي بات غريبا عن لغته الأم ,واذكر بعض الأمثلة المتواضعة كدليل على القصور الحاد في اللغة والنطق بها ,مما قد يغير في المعني بشكل كامل فقد نطقت إحدى المذيعات باسم الصحابي الجليل :عقبة بن نافع رضي الله عنه بفتح العين عوضا عن ضمها,وأخرى تستفهم جاهلة بقولها\"شو هي الناأة\"(الناقة) فتجيبها الأخرى بعد ثوان صمت من التفكير\"مرتو للجمل\"؟! أما بالنسبة للكتابة في المنتديات على الرغم من أنني لست من هواتها لعدم مصداقيتها ,فلا أجد أي مبرر لها أن تكتب بالعامية فهي تتحدث عن مواضيع وتجارب بحيث تكون موجهة للعامة من الناس بشكل غير خاص. وأما بالنسبة للمحادثة فقد حصلت معي شخصيا حيث حاولت الكتابة بالفصحى لاحظت أنها تصبح رسمية ويداخلك شعور بأنك لا تعرف من تحادث حتى لو كانت أختك!!! فكفى بها جمودا ورسمية أن تكون كتابة فكيف إذا كانت بالفصحى ,إضافة لأنها لم تجد قبولا للطرف الآخر,ولا أخفي أنه أصابني شعور بخيبة الأمل لإضراري للعامية التي طالما كرهتها وانتقدت مستخدميها كتابة,لكن شعرت بالقليل من المواساة عندما لاحظت أن العملية برمتها تسمى (المحادثة عن طريق الانترنت) إذن في نهاية الأمر هي مجرد \"محادثة فورية\" بطريقة عصرية! على الرغم من أنني لا أستخدمها الا في القليل النادر. لكني أؤكد وأصر بشدة على أن تكون بالفصحى في الرسائل والمنتديات والأشخاص الذين تربطهم علاقة رسمية فالتفاعل معها غير فورية إذن هي ليست \"محادثة \". وكدليل على ان الامر متعمدا ومقصودا ومرتبا له فلو لاحظ القارئ عامية اللهجة في العديد من البرامج التي لم تكن تقبل سوى الفصحى لها كالاجتماعية وحلقات النقاش وبرامج الاطفال والاهم من ذلك الدبلجة التي اصبحت بشكل مخيف ان كان في المسلسلات وافلام الاطفال الكرتونية بالرغم من عدم مناسبتها ولم نتقبلها الاغصبا . كذلك حلقات المسلسلات والرمضانية بالذات التي لم تكن تتجاوز السبع والعشرين فاصبحت الان تفوق الاربعين حتى لو لم تكن القصه تحتمل ذلك والادهى والامر انه حتى الممثلين يشتكون من ذلك فهل نظل نحن مسمرين انظارنا ومغفلين عقولنا عن هذا التيار المقصود والذي يدعم باموالنا وايدينا فالعيب منا وفينا... فحتى امر الترفيه اصبح مجرد تمرير للوقت دون ان نتسمتع فيه كالسابق. ختاما : أين موقفنا تجاه هذه الامور غير التخاذل والوهن الذي اصابنا في القبول باي امر دون نقاش فالخطأ منا وليس من من يمارس هذه التراهات مقابل دراهم معدودة وماهي الا اثبات عن الانسلاخ عن الرقي والعراقة والاصاله ومفاهيم الجمال قبل ان تكون لغة الدين والقرآن , والاستثمار الوقت في الترفيه النافع. أختكم سارة الخيال