في البداية أهنئ جميع المسلمين في أقطار البسيطة بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى أمتنا الإسلامية باليمن والبركات وتقبل الله منا جميعا الصيام والقيام أنه هو الغفور الرحيم . .. بعد أن ينزل خطيب مصلى العيد من منبره يتجه كل منا إلى أقرب الناس له أن وجدوا كالوالدين والأخوان والأخوات و لعل هذا الوقت يعد حصريا لهم و بشكل دائم . . و هذا التوقيت له عندي وعند الكثيرين ذكريات لم يمحها دولاب الزمن ، حيث قبل حوالي العشرون عاما وبعد صلاة العيد مباشرة كنا مع مشهد متكرر ومعهود وهو اتصال يأتينا من ولاية بورتلاند بأمريكا من العم الدكتور محمد بن ناصر ولحظات وينتهي الاتصال بدموع الشوق والألم على البعد . . بل يقول لي رجل مسن كنت أعمل في محافظة حدودية بالمملكة قبل حوالي 35 عاماً وبعد انتهاء صلاة العيد أخذ الناس يتبادلون التهنئة بالعيد من حولي وأنا لم أجد رجلا أبادله التهاني ، وليس هناك وسيلة اتصال بأهلي إلا البريد الشهري إن وجد . مما جعلني أغادر المصلى مسرعا إلى السكن لأغرق في بكاء مؤلم. .وهذه المشاهد لبعض من أشواق الحي بالحي ولكن ما هي مشاهد أشواق الحي للميت ؟ .ما هو شعوره بعد خروجه من المصلى ليذهب إلى المنزل فلا يجد أباه مثلا أو أمه أو أخوه أو ابنه أو زوجته أو .... أو؟ أنهم رحلوا وتركوا في أذهان ذويهم ذكريات أعياد مضت لم يسعفهم العمر في تجديدها هذا العام ؟ أنا لا أريد استثارة القلوب بالحزن ، ولكن في ذلك عبرة ... فهناك أيتام رحل إباؤهم ليبقوا في منازلهم لا يصلون العيد.. و هناك يتامى لم يشتروا ملابس العيد ، ولا هداياه وهناك منهم من لا يجد أحدا يشاركه العيد حتى بالابتسامة أو الزيارة . ... بل أن بعضنا لديه أقارب يتامى فيزورهم من باب فعل الواجب فلا تتجاوز الزيارة الدقائق المعدودة ثم يرحل مسرعا وكأنهم مرضى . التعامل مع اليتامى ليس بنظرة الرحمة أو بفعل الواجب الاجتماعي إنما هو تعامل معنوي عاطفي وهو بشكل مبسط أن(( ندمجهم معنا في مثل هذا المواسم واحتساب ذلك عند الله وليس عند البشر )) . ..ولعل العبرة لنا في وفاة من نحبهم بأن هذا هو طريقنا ويوم ما سيهل هلال العيد ونحن تحت الثرى فلمثل هذا فلنعمل . كما يجب أن لا ننسى الوافدون الذي يقيمون بيننا من خارج المملكة في مبادلتهم التهاني ومشاركتهم فرحة العيد إن وجدت بقدر الإمكان أخيرا : عن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة ) حديث صحيح . محمد آل مشوط محرر ثقافي بصحيفة عكاظ