\" الناس معادن \" دعوة صريحة من رسول الحق لتجاوز الظاهر وتقشير قشور الأشياء / الأشخاص قبل إطلاق الأحكام عليها , بالكشف عن لبها المختبئ تحت أغطية قد لا توحي بما في باطنها , فقد يكون الظاهر عدماً ويخفي عظمة .. أو أن تكون القشور زاهية أنيقة متجملة بمساحيق الزيف والتغرير , وما إن تغتسل حتى ينكشف قبحها وسوئها . \" الناس معادن \" والمعادن تتراوح بين نفيس ورخيص , والناس كذلك ومن الصعب التمييز بين هذا وذاك بمجرد نظرة خاطفة إلى ظاهر أحدهما , إذ من الضروري التمعن في الشيء / الشخص لتحقيق معرفته وبيان حقيقته . \" الناس معادن \" و [ ليس كل ما يلمع ذهباً ] , وكثير أولئك السارقون للألباب ببريقهم الذين يجعلون من صورهم المعروضة وأفعالهم المرئية حجابا .. لعلمهم أن المتلقي سيمجد مايراه منهم ويصنع منهم [ أيقونات ] بناءً على قشورهم الأنيقة البالية .. وخلاف ذلك , فهناك بعضٌ مستحق للتمجيد وأهل للبروز وتعليق قوله بباب كل حديث ولكن عنوانه بالنسبة للمتلقين غير مقنع مقارنة بالمكتوب لذا قوله مردود عليه , وقد يواجه بالهجوم واللاذع من النقد . قد يوحي الظاهر بشيء من الباطن ولكنه ليس مسوغاً لإطلاق الأحكام ولا شفيعاً لقبول قول وترجيحه على آخر .. [همسة] يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : \"إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وإلى أعمالكم\" فاطمة العرجان