نقرأ ونسمع من بعض المسؤولين في بعض الإدارات الحكومية؛ تصريحات مُبهِِرة ، وأحاديث مُبهّرة ؛يعلنون فيها عن خطط راقية، ومشاريع رائعة، يقولون معها إنهم سيعملون على تنفيذها، والسير في تحقيقها، والسعي إلى ظهورها، فلا تتردد في بوح الإعجاب بهم، وطرح الثناء عليهم ،ورفع اليدين بالدعاء لهم بكل خير. لكنك عندما تتابع ما قالوه، أو تتأكد مما ذكروه، فلا تجد من قولهم أو بعضه شيئاً منفذاً،فالواقع غير ما قالوا،والحال ليس كما صرحّوا، والوضع ليس كما ذكروا. ذلك أن بعضهم همه واهتمامه ؛ تحقيق الوجاهة الاجتماعية، وبناء الشهرة الإعلامية، فهم ينثرون كلماتهم لجذب القلوب، وسلب العقول ،وتزيين الظهور، وهم لا يعلمون أن أغلب الناس اليوم؛ لديهم نضج عالٍ، ووعي واسع ، وإدراك شامل ؛ فهم يحرصون على مراقبة المسؤولين، ويتابعون ما يبذلونه من جهود ، وينظرون في أعمالهم ،ويقيِّمون أقوالهم ،ويعرفون الصادق منهم، وكذا المخلص الأمين، ونسوا أن زمن التطبيل ولّى ،وزمان التبجيل والتصفيق قد انتهى. كنا نرجو أن تكون لدينا جهات رقابية حقيقية وعملية، لها صلاحيات داعمة ؛ في المتابعة والتحقيق والمحاسبة ، لكننا نتمنى أن يأتي اليوم الذي نحاسب فيه كل مسؤول تولّى أمراً من أمورنا ، أو تحمل شأناً من شؤوننا ؛ بأن نسأله عن منتهى وعوده ، ومآل تصريحاته، ونهاية ضجيجه، ولماذا أقواله وخططه لم تبزغ إلى حيز الوجود ؟! ينبغي ألا نجامل ؛ فإن من حقوق الرعيّة والمواطنة؛ معرفة العطاء، ومستوى الجودة، ودرجة الأداء، وإدراك فحوى التزييف والاختلاق، ومعرفة أسباب التقصير ودواعي الإخفاق!!! د.عبدالله سافر ألغامدي جده