\" يا أخي لو يكشفن البنات وجوههن ولا يلبسن نقاب بهالشكل , كان أهون ! \" بهذه الجملة علق أحد الزملاء الأعزاء على موضوع النقاب والحجاب وواقع الفتيات والنساء في مجتمعنا , في وقت كان الحديث عن حجاب المرأة والحكم الشرعي له مع ربطه بواقعنا المعاصر , وقد كنتُ أستشهد بقول الله تعالى : (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) على وجوب تغطية الوجه وكذلك ببعض الأحاديث مع يقيني بقوة رأي وأدلة القائلين بجواز كشف الوجه , وبعض الأخوة يستشهدون بتفسير بعض الصحابة لقوله تعالى (( .. إلا ما ظهر منها )) بأنها الوجه والكفان وكذلك ببعض الأحاديث , مع إقرارهم بأفضلية تغطية الوجه ما لم يكن هناك ضرر من ذلك . وبينما كنا نتحدث في الأدلة والنصوص الشرعية , إذ بزميلنا العزيز ينقل حديثنا إلى الجانب الواقعي والاجتماعي بقوله : \" طيب ليش يقولون النقاب حلال وهو يفتن ؟! أليست الحكمة من الحجاب هي منع الفتنة ؟! يا أخي : لو تشوف نقاب البنات الحين وعباياتهن , كان تقول لهن اكشفن وجوهكن فهو أقل فتنة ! \" \" طيب : الله أمرك بغض البصر \" مداخلة مفاجئة من أحد الجالسين نحو صديقنا . \" ما قلنا شيء , أجل خل المرأة تكشف وجهها وقل : الله أمرك بغض البصر \" رد سريع وخطافي من الصديق الحانق على ما يراه في الواقع . ويتابع صديقنا العزيز : \" يا إخوان , بلاش مثاليات وخلونا نتحدث بالواقع . الواقع يقول إن هناك قبول ضمني وربما صريح للنقاب وكشف اليدين مع أنهما يفتنان الشباب , فإما أن يستمر هذا القبول الضمني وينتقل إلى القبول الضمني لكشف الوجه أو يُرفض الأمران معاً . وبعدين كيف المشايخ يحرّمون كشف الوجه وفي نفس الوقت يجيزون – ضمنياً – كشف اليدين ؟! أليس الخلاف في الوجه والكفين معاً وليس في الوجه فقط ؟! إذن لماذا يتساهل المشايخ والمجتمع كله في أمر كشف اليدين ويثور في مسألة كشف الوجه ؟! \" انتهى كلام صديقنا ! وفي لقاءنا التالي قلتُ لصديقنا العزيز : ليس بالضرورة أن نتفق معك , ولكن اسمع هذه القصيدة فقد كتبتها من أجلك وهي تصف الواقع الذي كنتَ تتحدث عنه : خلف قضبان النقاب من هو المسجون فعلاً ؟ هل هي تلك اليمامة ؟ أم هم الناس أمامه ؟ ولمَ العينان تحضر بينما النور البهي آثر الظلَّ وغاب ؟ هل تريدين السلامة ؟ أم تريدين اقتراب ؟ أخبريني ؟ فأنا سيجارة محتاجة عود ثقاب بل أنا عود الثقاب أنتظر منكِ العقاب وعقاب العود أمثالي شرارة نظرة خجلى وتعقبها إشارة حلوتي ما كل هذا النور من خلف النقاب ؟ أصحيح أن بستان الزهورِ كان يوماً بالتراب ؟ أصحيح أن أنواع العطورِ صنعوها من خراب ؟ فإذن لا تعتبي إن جاء يوم وسمعتي أنني قد همت حباً بغراب ! إبراهيم السدرة [email protected]