نعم لا بارك الله في أقلام بعض الذين تصدروا أعمدة الصحف وبعض المنتديات والأعلام الإلكتروني حينما جيشوا جيوشهم وسخروا أدواتهم في الاستهزاء في إيمانيات ويقينيات هذا الدين الحنيف ألا وهو عذاب القبر ونعيمه فعبثوا في عقولهم قبل العبث في عقول غيرهم واتهموا الأخوة المتدينين بأنهم يرهبون الناس في عذاب القبر وإليك أخي القارئ بعض ما تجنت به أقلامهم المتسخة حيث أورد أحدهم في إحدى مقالاته وقال: ( لا تنتظروا الوعي في ظل وجود ثقافة القبور) وقال آخر: ( أبناءنا يعانون من الترهيب عن عذاب القبر) حسبنا الله ونعم الوكيل وإلى الله المشتكى من هؤلاء ومن على شاكلتهم ممن خانوا الأمانة الصحفية التي ألقيت على أعناقهم حيث قاموا بتسخير أقلامهم في الاتجاه المعاكس للفطرة التي فطروا عليها وأستشربوها من حليب أمهاتهم فبدلاً من أن يقوموا في الترشيد والتنوير والمحافظة على عقائد أخوانهم وأخواتهم من المسلمين سلطوا سيوفهم في رقاب أخوانهم وسلكوا الطريق المعوج فأصبحوا وبالاً وآلة في أيدي أعداء هذا الدين العظيم فهؤلاء الكتاب أدخلوا أنفسهم في عباراتهم الساقطة في ظلمة قد تخرجهم عن دائرة الإسلام عياذاً بالله إذا كانوا قد ذكروا هذه العبارات استهزاءا في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ونعيمه أو السعي والدعوة إلى الانغماس في ملذات هذه الدنيا الزائلة دون الالتفات عن السبب الجوهري لتواجدنا على هذه الأرض قال الله تعالى: ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) فهذا القرآن الكريم يدل على إثبات عذاب القبر ونعيمه ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في ما معنى حديثه ( إن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ ) وحينما بكى عمر بن عبد العزيز حتى كاد أن يبكي الدم قال له أصحابه : مالك تبكي قال: والله لا أبكي جزعاً من الموت ولا حباً للحياة ولا حرصاً على الخلافة لكن تذكرت نفسي بعد ثلاثة أيام بعدما أدفن في قبري كيف أكون. فهؤلاء الرعيل الأول من الصالحين قض مضاجعهم القبر ووحشته فما بالكم بحالنا. فعلى هؤلاء الكتاب أن يتعقلوا ويرجعوا إلى صوابهم فالتخويف والترهيب من عذاب القبر واجب لتلين قلوب المسلمين وردع الطغاة عن طغيانهم فهذا ديننا وماذا تريدون فعليكم البحث عن أمة غير أمتنا ترحب في آرائكم وأطروحاتكم ولعلكم أن تجدوها داخل أعماق البحار أو في إحدى الغابات الاستوائية. وقفة – فارقت موضع مرقدي يوماً ففارقني السكون القبر أول ليلة بالله قلي ما يكون ختاماً : أدعوا هؤلاء الكتاب بأن يرجعوا إلى صوابهم ويتوبوا إلى الله عز وجل ويكونوا عوناً لهذا الدين وأهله فوالله لن ينفعهم من مدحهم وأثنى عليهم وطبل لهم فوالله أنهم سيحاسبون بعد الموت ويسألون عما كتبت أيديهم ، وأعلموا هداكم الله أن الدرس الأول الذي نستفيده من هذه الحياة الإيمان بالموت والإيمان بما بعد الموت من عذاب ونعيم أما الكافر فهو يؤمن بالموت ولكن لا يؤمن بما بعد الموت ولا يدري أنه سيحاسب بعد الموت فلا يحمل معه زاداً لأن زاده ينتهي في هذه الحياة. وعلى المحبة نلتقي ،،، ،، ، أخوكم خالد بن عبد الله السعوي