يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الجاثية: ( قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ). وعن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما على الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير، تحب أن ترجع إليكم ولها نعيم الدنيا إلا الشهيد، فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى لما يرى من ثواب الله» . وفي مجلد ضخم من وضع الإمام الحافظ العلامة جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي رحمه الله وقد صدر بعنوان : «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» صور مما يلقاه المؤمن بعد وفاته وانتقاله إلى الدار الآخرة وقد طبع على نفقة الشيخ إسماعيل جمال حريري رحمه الله. وقد جاء في المقدمة التي كتبها الإمام جلال الدين السيوطي: هذا ما اشتد تشوف الناس إليه من كتاب شاف في علم البرزخ، أذكر فيه الموت وفضله، وكيفيته، وصفة ملك الموت وأعوانه، وما يرد على الميت عند الاحتضار، وحال الروح بعد مفارقة البدن وصعودها إلى الله تعالى، واجتماعها بالأرواح. إلى أن قال: مستوعبا شرح كل ذلك من حين يبدأ في مرض الموت إلى أن ينفخ في الصور، ناقلا له من الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة والمقطوعة، متتبعا لذلك من كتب الحديث، معتمدا كلام أئمة الحديث في ذلك على وجه الاستيعاب. وهذا ما يجعلنا نجزم أن هذا السفر المبارك من أجمع ما كتب في بابه، بطين إذا قورن بأترابه. كما يحكي هذا الكتاب عن أخبار أهل القبور، وحال المقابر في عصر السلف الصالح، وكيف كان ذكرهم للموت والبلى، وحسن استعدادهم لذلك اليوم المهول، يوم يقول لجهنم: هل امتلأت ؟ وتقول هل من مزيد ؟ وكيف صار حالنا الآن حينما استولت الغفلة والقسوة علينا !! فما صارت تحركنا مسيرة الجنائز، ولا أخبار الأموات والمقابر، حتى أكلنا التراث أكلا لما، وأحببنا المال حبا جما، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا فنسأل بعده عن كل شيء ففي هذا الكتاب تجد: أخبار القبور، وأخبار الموتى، وما يقول الموتى وما يقال لهم، وما يتمنى الميت في قبره، وما يود أن يعرفه أهله من أخباره، وعما يقوله القبر للميت، وعن الأحداث التي تحصل بعد الانتقال من دار الدنيا إلى دار البرزخ، وأنواع النعيم المقيم والإكرام للمؤمنين، وصنوف العذاب والإهانة للمنافقين والكافرين، وما هي الأمور المنجية من عذاب القبر، وسؤال الملكين وعددهم، ومن يسأل، وهل يسأل الكفار، ومن لا يسأل استثناء. كل ذلك تجده مسطورا بنقول عن أئمة ذوي دراية ورواية، وفذلكة وتمحيص للروايات والأخبار، وحسن استنباط مؤيد بفهم ثاقب، وجودة قريحة، وإلهام رباني، وتوفيق امتناني. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموطن: أن تمني الموت إنما هو نابع من الشوق والمحبة، وليس هروبا من ساحة العمل والبناء، فكما قال السابقون: «زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون». وهو ما يعرف بعمارة الأرض. والأصل في ذلك ما جاء في الأثر: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخراك كأنك تموت غدا». آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة معاد : (كل نفس ذائقة الموت). وحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله. قيل: كيف يستعمله ؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت». شعر نابض : غيرت موضعي ليلا ففارقني السكون قل لي فأول ليلة في القبر كيف ترى أكون؟. [email protected] فاكس: 6671094 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة