داخل ذواتهم القلقه وخارج النفوس المطمئنه , المنهمكون جذراً تربيعياً وراء الحطام , المنهكون خلال الركض المضني خلف الهباء في بطون الدنيا , كأنما وقع الطير الصغير فريسة جوع ضارٍ لذي مخلب وناب , نامت عقولهم واستيقظت ابدانهم , كبُرت همومهم وتضائلت هممهم , مضوا سراعاً في حظوظ النفس والذات النرجسيه حتى باتوا لايعرفون لمسكين ولالمتعتع في طلب حقه قدرا . أمِنوا رقابة الارض ونسوا رقابة السماء , قوم لُدّا يتسخطون من صغائر الامور , شغلتهم توافه الاشياء عن عظائم الامور , نسوا الله فأنساهم انفسهم , بالغوا وولغوا في طلب الدنايا , طبع الران الاجتماعي على عقولهم , فزادهم وحشة وغربة رغم حاشيتهم وبطانتهم ورغم ارصدتهم من المناصب ومن الذهب الاصفر و الاسود , يأكلون حقوق الناس البسطاء بالباطل البين , لن يشبعوا من حظوظ الدنيا , ولن يقال لهم من اين لك هذا , حتى ينتفض المساكين والمحرمون ويتمنطقون بروح ابي ذر الغفاري رضي الله عنه . سلسة طويلة من اكلة المال العام ولصوص المال الخاص يعبثون بحقوق السواد الاعظم من الناس , لايهم من هو السارق , بقدر مايهم هذا التساكت عن المظالم كيف ولماذا وإلى متى , وحتى تحيا القلوب وتنتفض العقول سيظل الباب موصودا , ربما تنفتح الاسئله , لكن إنما تنتفض الاسئلة في قلوب تفر إلى الله . عبدالعزيز السويد