أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله التي بها تكفير الذنوب و النجاة من الخطوب ومعرفة الحق حين التباس الدروب . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام " إن شهر رمضان المبارك قد حل و الفرصة بالتزود حانت و العبد في هذا الشهر أما موفق أو مخذول وستمر أيامه سراعا و تمضي تباعا وسيكون من شأن الموفقين تحصيل و افر الأجور والسعادة في الدنيا و في يوم النشور و سيبكي أقواما أسا و ندما على ضياع الليالي و فوات الأوقات " . ودعا المسلمين في هذا الشهر إلى التقليل من أعراض الدنيا و الإحسان إلى الأقربين وإدامة ذكر الله و تحقيق التقوى التي شرع الله الصيام لأ جلها لأن رمضان يصل النفوس بالله فيشرق عليها من لدنه النور حتى تذوق حلاوة الإيمان لأن من عرف حلاوة الإيمان لم يعرف البغضاء و لا الشر و لا العدوان . وأوضح أنه إذا تحققت التقوى في القلوب فإنها تمحو الغش من نفوس أهلها محوا ويملؤها خوف الله ورجاءه فتعف نفوسهم عن الحرام و تغض أبصارهم عن المحارم وتقف ألسنتهم عن الكذب لأنها جرت بذكر الله واستغفاره وهانت عليهم الدنيا حين أرادوا الله والدار الآخرة . وأكد فضيلته أن الصوم الحق يسوق المؤمن إلى تقوى الله سوقا ويحذوه إلى العمل الصالح والسعي والمسارعة إلى الحسنات تداركا للزمن الفاضل ومبادرة قبل الفوات بيد أن المشاهد في الحال أن رمضان لا يعدو عند الكثيرين أن يكون توقفا عن الطعام والشراب فحسب من غير زيادة عمل و لا مزيد ورع فان لم يزدد إيمانك وتكثر أعمالك وينتهي عصيانك فراجع نفسك لئلا تكون من المفرطين . وقال الشيخ آل طالب " إنه من الضلال أن يهبط الإنسان بحقيقة الدين فيجعل الإسلام كلمة لا تكاليف لها وأماني لا عمل معها فلا يقوم إلى واجب و لا ينتهي عن محرم فيكون من الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا وما من آية في كتاب الله ذكرت الإيمان مجردا بل عطفت عليه عمل الصالحات أو تقوى الله أو الإسلام له بحيث أصبحت صلة العمل بالإيمان أصرة لا فكاك عنها " . ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بان يجعلوا شهر رمضان شهر عبادة و خشوع وتوبة وإنابة يلتزم فيه بالأدب و يترفع فيه عن الدنايا والريب ويستحضر العبودية بصيامه ويعمر وقته بالقربات ويستزيد من الطاعات ما بين تلاوة للقرآن و تدبر لآياته أو صدقة وصلة وإحسان وبر وذكر لله تعالى بأنواع الذكر مع الخشوع والسكينة وبقيام الليل و تلاوة القرآن و بالدعاء و التضرع و الإنابة والاستغفار . وبين الشيخ آل طالب أنه في كل عام نترقب هذا الشهر لنستريح من وعثاء الدنيا و صخبها ولتستريح قلوبنا وتبتل نفوسنا , يعود شهر الخير لتتصافح الأيدي المتباعدة و تتصل الحبال المقطوعة و تنتهي حكايات من الشقاق غصت بها أروقة المحاكم وشقيت بها دوائر الأسر و الأحياء و المجتمعات ويؤذن حادي الصفح أن حي على الصفاء فتأتلف القلوب المتباينة و تجلو الأخوة الإسلامية بأعظم رابطة فتبدو الأخوة في أكمل صورها . // يتبع //