اثار تعيين نائبة لوزير التربية والتعليم العديد من ردود الافعال وكالعادة كان اغلبها مفرطا للغاية إما في الرفض والتشاؤم وإما في القبول والتفاؤل الكثير صفق لهذا التعيين حتى قبل ان تباشر صاحبته عملها , والسبب أنهم يرون هذا رمزا للتطور والرقي , ولا أدري أي تطور ورقي يجيئنا من مجرد تعيين امرأة في منصب رفيع لانعلم هل تنجح أو تفشل في مهمتها . ولكن هؤلاء وقفت عندهم عجلة التطور والثقافة والرقي عند شيء اسمه ( أنثى ) فتراهم لايتحدثون الا عنها , فحن في نظرهم متخلفين لأن المرأة لاتقود السيارة , ولا تسافر الا بمحرم . وهم يكتبون الآن عن مسيرتنا الواعدة نحو الحضارة ودليلهم أن إمرأة عينت نائبة للوزير , فقط حتى ولو لم تنتج أي شيء فيكفي عندهم أنها إمرأة . ولم يسألوا انفسهم ؛ كم من نائب جاء وكم من وزير رحل وكلهم فشلوا في انقاذ تعليمنا , اليس من الممكن ان تفشل هذه السيدة ؟ أو لأنها ( أنثى ) فهم يرون مجرد تعيينها حتى ولو فشلت هو سبيل النجاح لأمتنا السعودية ؟ أثق ان اغلب هؤلاء لا يعرفون من التعليم إلا اسمة ولا من الحضارة الا قشورها وهم مجرد مصفقين لكل ما يعاكس تيار المجتمع لا أكثر وحتى ولو لقبوا بالمثقفين أو التنويريين , إلا أنهم أقرب للظلام منهم إلى النور . وفي المقابل نشاهد من يذم هذه الخطوة ويصفها بالخطوة التغريبية للمجتمع وأنها نتيجة تخطيط الأعداء وسعيهم لتخريب مجتمعنا , وأخذو ا يتدخلون في حياتها وهل تلبس الحجاب أم لا ؟ هل قبلت بظهور صورتها في الإعلام ؟ أم أنها نشرت دون علمها ؟ هل تسافر للخارج بمفردها أم لا ؟ أثق أن أغلب هؤلاء لايهمهم مسيرة التعليم ولا إصلاحه إداريا وفنيا والدليل أنهم يؤيدون أو يعارضون على حسب الفكر العام للمسئول يمينا أو يسارا ولم يسأل هؤلاء أنفسهم ما ذا كان حال الرئاسة العامة لتعليم البنات قبل دمجها بالوزارة وعندما كان يتولاها الرجال المتدينين , وكيف كانت تلك الرئاسة بلا مبالغة من أكثر الاجهزة الحكومية فسادا إداريا . أي أن هؤلاء الرجال أضروا وما نفعوا وظلموا وما عدلوا , وشوهوا صورة المتدينين عند عامة الناس . الآن حل محل الشيخ إمرأة فهل ستقوم هذه السيدة بما لم يقم به قبلها من الرجال , وتشيع العدل بين منسوبي ومنسوبات تعليم البنات ؟ وهل ستراقب المصروفات والمشاريع ؟ وهل ستطور تعليم البنات للأفضل ؟ بما أنه لم ينفعنا لافكر ولاتوجه الرجال السابقين ولكن بالمقابل أضرتنا إدارتهم السيئة فإنه لايهمني لافكر ولا توجه نائبة الوزير الجديدة بقدر ما يهمني عملها وادارتها وهذا لا نستطيع الحكم عليه الآن , فهل ننتظر بضعة اشهر قبل المدح أو الذم ؟ هذا ما اتمناه عيسى محمد الغفيلي - الرس