ما من إعلانٍ يصدر من وزارة الداخلية متضمنًا قائمةَ بأسماءِ مَن سُمّمتْ أفكارهم فكانوا ( طعنةً ) في خاصرة وطنهم وأهلهم إلا وأُصابُ بكثيرٍ من الأسى والحزن على رؤية ( الغدر والخيانة ) وهما في ثيابِ شبابٍ كان من الممكن أن يكونوا يدًا تبني في وطنهم لا معاولَ تهدم ..! ( مملكتنا ) لا يمكن أن تكون إلا أمًّا حضنتْ ، وسهرتْ ، وربتْ حتى اشتد عود أبنائها وقويتْ سواعدهم فأخذتْ تنظر إليهم بعينين يملأهما الزهو والغرور منتظرةً منهم ردَّ الجميل الذي أقل درجاته ( البرّ ) بها ، فإذا هم ( يلفعون) وجهها الطاهر بخطيئة ( العقوق )..! في الأسبوعين الماضيين طالعتنا الصحف بتحقيقاتٍ موسعةٍ عن ردودِ فعل أسر أوليك الذين شملتهم القائمة الأخيرة ، ومما ورد فيها أن بعض أولئك متزوجون ولهم أبناء ، ومنهم من زوجته في شهورها الأخيرة من الحمل ..! تعجبتُ كثيرًا من حال بعض الآباء الذي هم أُمناء على بناتهم كيف سلموهن لمن انحرفت أفكارهم وخرجت عن مسارها الصحيح ..؟! من يتحمّل ضياع حياتهن وهن في عمر الزهور ..؟! إذا كان المقياس الذي يجب أن يختار عن طريقه ولي الأمر زوج ابنته ( الدين والخلق ) فإن ( الفكر ) من أهم صفات الخلق ، فمن تسمّمت أفكاره ساءت خلقه..! حقًا ، إن قلتُ إن وعي الآباء بما يتوجب عليهم من دورٍ نحو الأبناء ( الذكور ) هو ما قادهم إلى الانحراف الفكري والعقائدي وهو ما سيقود ( بناتهم ) إلى انحرافٍ آخر فإنني لا أبالغ ولا أظلم ..! محمد السوادي - جدة