سلالة جيهمان..!! ِتماماً كغيري من الآباء الذين يريدون لأبنائهم وطناً آمناً ومستقراً وعيشهم رغيد أثناء حياته وبعد موته، وكلنا شاهد الأسماء الإرهابية المعلنة في حين ظننا أن هذه السحابة المعتمة انقشعت إلى غير رجعة، وها هي تعود بعد يقظة رجال الأمن. تاريخ الخوارج القديم بكل ملابساته وأحداثه، أظنه يتكرر والتاريخ كما يقال يعيد نفسه بأشكال ولبوس جديد ، فحين أرسل الخليفة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ابن عباس حبر الأمة لمحاورة الخوارج حوار بياني الحجة، لم يكن ضعفاً في الدولة وإنما هو إعذار إلى الله، وبعد رفضهم لابن عباس – رضي الله عنه – فما كان من خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من قتلهم شر قتال!! رغم أن الصحابة يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم وصيامهم إلى صيامهم ، لكنهم كما قال المصطفى – صلى الله عليه وسلم - يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لأنهم يفتون عضد الدولة الإسلامية. إننا إذاً أمام أفكار خوارج وإن تلبست برداء السلفية وحركية الأخوان المسلمين، إن من يزعزع الأمن ويقتل المدنيين ويبث الفوضى ويكفر الأصناف التي لا تروق له من المسلمين هو نابتة الخوارج ولا يعنيني كثيراً من أين جاء هذا الكفر أو ذاك؟! فنحن أمام حالة طوارئ لا تقبل أن ندس رؤوسنا في الرمال، فالأمن هو مسئولية الجميع، وعلى كل واحد منا ينعم بهذا الوطن وخيراته وتعنيه بالدرجة الأولى سلامة أفكار أبناءه ووطنه المستقبلي الذي لأولاده أن يحارب هذا الفكر قلماً ودعماً بلا هوادة . إن من شاهدناهم عبر وسائل الإعلام إنهم أبنائنا وإخواننا تخطفتهم يد الشيطان الآثمة وسولت لهم أنفسهم فعل الخير وهو الشر بعينه.. كان جهيمان العتيبي يتكلم بكلام حسن تختلط فيه الموعظة والعلم الشرعي لكن – كما يحدثنا أباؤنا – لم نعلم أنه وأصحابه يجندون الشباب لفعل الخوارج وإستحلال حرمة البيت العتيق فنال جزاءه بيده وكتب الله النصر للمؤمنين. ولا زلنا لا نقرأ هذا التاريخ إلا بعين عابرة لا تتأمل الأحداث وتأخذ العبر فجهيمان وأمثاله لو لم يجد أناس تعطيه الذريعة والسكوت (الغبي) عن ما يقول من ضلال ما تجرأ على إختراق الشباب المسكين المغرر به. ولولاجميع الفتاوى الساقطة ديناً وعقلاً والمواعظ الكاذبة التي تقول أن أسامة بن لادن سوف يحرر فلسطين ما أغتر هؤلاء الشباب الصغار بهذا الفكر !! الحزم الأمني العسكري يجب أن يتوازى معه قوة أمنية فكرية رصينة هي مسئولية العلماء والمفكرين والتقنيين. أعذروني أيها الإخوة بأطيافكم جميعاً إسلاميين وليبراليين ووطنيين، فهذه الأحداث ليست مجالاً للتنابز أزكمتم أنوفنا بها بل أمنكم جميعاً ومسئوليتكم جميعاً فتعالوا إلى كلمة سواء توحد الصف وننبذ الفرقة والبغضاء والشحناء والكيد. نعم أنا سجنت وذقت السجن وتعلمت من السجن الشيء الكثير لعل أولها أإلا أرهن عقلي لأي أحد كائناً من كان وألا أكون وسيلة لغيري ولهدف أنا غير مقتنع به، وأقولها بأمانة يسألني ربي عنها أن الدولة عاملتني وعاملت غيري بكل أبوة فالأب عندما يعاقب أبنه ليردعه عن شر يؤذيه ويدله على خير يفعله وهو ما فعلته الدولة بنا في تلك الفترة. يا أحبائي ليتلمس كل أحد منكم رأسه وما فيه من أفكار ويقرأ التاريخ ويعرف العلم الشرعي ومقاصد الإسلام، لا كما يريد، بل كما أنزله الله – سبحانه وتعالى – وليلمس كل فرد رؤس أولاده عندما يقبلهم عند النوم، ويكون حرصه على مستقبلهم دافعاً إلى القرب منهم وحوارهم وأخذهم كأصدقاء يتحسس مشاكلهم، لا بالأسلوب الأبوي القديم القائم على (الجحاده) وستر المعايب، فالأبناء أمانة، فكل أب أو عائلة فقد أو فقدت إبنها (رغم عزائنا الشديد له ولها) لا تلومن إلا نفسها فهو من فرط ومن فرطت، فشياطين الإنس يتربصون الدوائر بوطنكم وأمنكم، فلنكن جميعاً رجل أمن ونكون كبنيان مرصوص. اللهم هل بلغت اللهم فأشهد. [email protected]