حينما يكون في بلاد الإسلام ملك كعبد الله بن عبد العزيز فإن ذلك يعني بوضوح أن في امة الإسلام خيرا وأنها إلى العافية اقرب ومن الهداية والصلاح والإصلاح قاب قوسين أو أدنى امة الإسلام تشهد موقفا تاريخيا عظيما يضاف إلى عظمتها ورسوخها وقوتها وزعامتها انه موقف عبد الله بن عبد العزيز في كويت العروبة موقف لا أقول سيسجله التاريخ فإن ذلك مفروغ منه وإنما ستسجله أنامل الأطفال قبل الآباء وعيون الكاميرا قبل الشاشات وسيأتي يوم على الكويت تنطق بلسان حالها وتقول أنا الكويت أسمعتكم صوت عبد الله بن عبد العزيز في الإصلاح والمصالحة ... إننا يوم أن نستشعر أننا متفرقون متشرذمون منهكون من خلافاتنا ونلقي باللائمة على أنفسنا فإن ذلك يعني أننا أوقدنا شمعة في نفق مظلم كي نسير بما تكرمنا به تلك الشمعة من نورها وما أن تقرب على الاختفاء والخفاء إلا ونوقد أخرى حتى إذا ما أتينا إلى نهاية طريقنا المظلم وقربت الشموع أن تنفد واحلولك ظلام ذلك النفق واشتد سواد التشاؤم وأيقن المرجفون المثبطون بالهزيمة والذل والهوان ... يقول المؤمنون الصادقون الصابرون المتفائلون هل من منقذ بعد الله هل من مستدرك للأمة بعد الله هل من جامع للتشتت المرعب والتمزق المحدق والتفرق المدلهم عندها يعلوهم الصمت وتنطق القلوب بغير ما تترجمه الألسن وتبلغ العظائم الحناجر ثم تسمع دوي صوت خافت قادم انه صوت التفاؤل صوت البشرى صوت السرور يقول لك ويسمع أذنيك أن في الساحة رجل.. أن في الساحة إنسان.. أن في الساحة صوت يقول الحق لا يعتريه شائبة انه عبد الله بن عبد العزيز ... مه ..!!! ما ذا يخبئ ذلك الفارس الصادق المؤمن – نحسبه كذلك – ماذا في جعبتك يا ابن عبد العزيز في وقت تكالبت فيه على الأمة الأعداء وتداعت عليها النكبات وأصبحت في مأزق لا تحسد عليه يأكل قويها ضعيفها لا بل أكلت يوم أكل الثور الأسود ... ومع كل هذا يقول عبد الله بن عبد العزيز [ أعلن باسم القادة العرب دون استثناء أو تحفظ تجاوز الخلاف وفتح باب الوحدة باسم الكرامة والإباء باسم شعوبنا التي تمكن منها اليأس ... إلى أن قال ..ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ وتفخر به امتنا..] يا لها من دعوة صادقة صالحة ناصعة من قلب تمكنت منه جراح الأمة وتشرذمها غير انه مع ذلك ينشد الأمل ويرقب الصبح ويغني بقلب المؤمن الصادق بالفأل نعم تفاءلوا بالخير تجدوه إن امتنا اليوم امة ودود ولود في أصلاب رجالها وأرحام نسائها قناديل ذلك الفأل ومصابيح دياجير الظلمة ومفاتيح اليأس الذي أوصده المرجفون،في امتنا من الخير ما يعجز عن تعداده القلم ويظمأ من ذكره اللسان امة فيها رجل كعبد الله بن عبد العزيز لن تغرق بإذن الله ولن تذل ولن تهون فهل نعي معنى الوحدة وتوحيد الكلمة واتحاد الرأي والتنازل عن الذوات وان نقول لأعدائنا إنما نحن جسد واحد قوامه في قوامة أعضائه ووهنه من وهن أعضائه وكل منا يربأ بنفسه أن تؤتى أمته من قبله والله المستعان .