هذا الشتاء سيكون ممطرا الصيف القادم هو الأشد حرارة 20 سبتمببر هو أول ايام العيد هذه امثلة على تصريحات الفلكيين , والتي غالبا مايخالفها الواقع عدا مايتعلق بالقمر فهي حسابات قطعية طبعا والتي بسببها حصل الجفاء بينهم وبين عامة الناس, ولمعرفة اسباب هذا الجفاء أقول : مع تحفظي على حديث الفلكيين عن أحوال الطقس فهم لم يراعوا الاساليب المناسبة لمخاطبة الناس ولم يفهموا أن الناس لديهم جهل كبير جدا بأمور الفلك والحسابات والتوقعات وهذا لاينقص من قدر الناس شيئا بطبيعة الحال , ولكنه يخل بعملية التواصل بين الطرفين ويجعل للعاطفة مكان كبير هنا مثلا : مؤخرا أطلق أحدهم تصريحات مناقضة لكل الحسابات الفلكية في العالم وقد وجد القبول الشديد من عامة الناس وصفقوا له , لماذا ؟ فقط لأنه كرر كلمة ( بإذن الله ) و ( بمشيئة الله ) في تصريحه . هذه الحقيقة ؛ نحن عاطفيين أكثر منا واقعيين وهذه العاطفة تسوقنا للظلام دون أن ندري . أحد الفلكيين يكتب في تقويمه ( موافقات عامة ) يتحدث بها عن مواعيد خروج بعض الحشرات أو انتشار بعض الامراض ... الخ وهي خطوة جميلة منه ويشكر عليها وهو بهذا يوصل فكرة للناس بأن كل شئ قابل للدراسه ويمكن حسابه والتبؤ بحدوثه . ولكننا مع الأسف الشديد نحاسبه على اليوم واليومين ولانفهم أن هذه التواريخ هي تقريبية وليست قطعية وهي عامة وليست خاصة ولذا فقد اتخذنا هذه الموافقات مقياسا لعدم دقة الفلكيين , وإذا اضفنا اليها الأخطاء التي تحصل في توقعات الطقس فإن هذا ولد لدى عامة الناس بأن كل مايقوله الفلكيين هو كلام مجرد من الحقيقة بما فيه الكلام عن منازل القمر وظروف مشاهدة هلال أول الشهر كل ذي عقل يؤمن بأن دورة القمر حول الأرض تشبه الساعة في دقتها ولذا يمكن التبؤ بكل ما ستفعله هذه الساعة , ولنا في دقة توقيت وزمن الخسوف والكسوف خير دليل , ورغم ذلك فإن صورة الفلكي الذي يقول كلاما لايتحقق تبرز أمامنا حتى عند حديثه عن حقائق لاتقبل الشك . وفي مسألة ولادة الهلال وإمكانية رؤيته من عدمها فإن البعض يظن هذه الحسابات خاصة بالسعوديين بل إن الكثيرين يظنونها خاصة فقط بأحد الفلكيين المشهورين ولذا فهم يتهمونه بعدم معرفة ظروف الهلال لأن هناك من شاهده مخالفا توقع هذا الفلكي, وما علمو أن جميع فلكيي العالم بلا استثناء مجمعون على هذه الحسابات . ولمعرفة مدى تناقضنا, فلننظر لحالنا مع أوقات الصلاة وكيف أننا نلتزم بالوقت المحدد من قبل الفلكيين وهو التزام مصحوب بالثقة المطلقة , وفي المقابل فإننا نكذبهم ونشكك بعلمهم فيما يتعلق بحسابات القمر ، فكيف نثق بهم هنا ونشكك بهم هناك ؟ ولنتخيل صلاتنا بدون الحسابات الفلكية الدقيقة : سيلزم على كل مؤذن أن يراقب الشمس قبل الآذان ليتأكد من دخول الوقت وسيضطر لاستعمال أدوات فلكية لقياس زاوية نزول الشمس عن الافق لتحديد وقت العشاء والفجر أما عند الغيوم والغبار فسيلجأ كل مؤذن لاجتهاده وسنجد أن أحد المساجد قد فرغ من الصلاة بينما المسجد الآخر في الحي المجاور لم يؤذن بعد . هناك إشكال بين عامة الناس وبين الفلكيين حتى ان البعض يخلط بين الفلك والتنجيم والبعض الآخر يتهم من يعمل بالفلك بأنهم معادون للدين . كيف نحل الاشكال إذن ؟ **قبل أن يطلب من الناس الثقة بالفلكيين يجب عليهم أن يكثفو من حضورهم التوعوي واستغلال المناسبات والاخبار الفلكية مثل ( الكسوف والخسوف , زخات الشهب , المذنبات , التجارب المتعلقة بالكون والفلك , ... الخ ) **يفضل التوسع في إنشاء جمعيات فلكية أو فروع لها في مختلف المناطق , **انصح إخواني الفلكيين بأن يراعوا رغبات الناس عند التصريحات وذلك باختيار عبارات يرغبها العامة ولا تخل بالمعنى المقصود ** يجب تبسيط الخطاب الموجه للعامة قدر الامكان والابتعاد عن المصطلحات الخاصة تنبيه : القول بدقة الحسابات الفلكية لا يعني مخالفة البيان الرسمي في دخول الشهر . عيسى محمد الغفيلي/ الرس