أكد أحد الناشطين في قضايا(التفريق لعدم تكافؤ النسب)عبر تحقيق نشرته جريدة الوطن ورفض ذكر اسمهأن القضاء السعودي لم يُبْنَ على قواعد عنصرية ليفرق بين زوجين لأجل تكافؤ النسب وإنما بني على قواعد وأصول شرعية تتفق مع مصالح الناس ولا تعارضها وتغلَّب فيها المصالح العامة لجميع الأطراف)ولم أفهم معنى عبارة(تتفق مع مصالح الناس)حين تُجبر امرأة على تفريقها عن زوجها بدعوى عدم التكافؤ وهي ترفض ذلك لأنها ارتبطت به بعقد صحيح! ويؤكد أستاذ الفقه المقارن عضو المجمع الفقهي الدكتور محمد النجيمي(أنه لا يحكم بالتفريق بين الزوجين بحجة عدم الكفاءة في النسب إذا كان الولي قد أجاز الزواج)بينما تردد قاضي محكمة التمييز الدكتور إبراهيم الخضيري وبدا مؤيدا لحكم التفريق حيث يقول(إنه يحق للشرع فسخ عقد النكاح غير مكتمل الشروط)لافتاً إلى(أن كفاءة النسب من المسائل الخلافية،وفي الرأي القضائي لو اعترض ابن العم الأبعد فإن له حق الاعتراض لأنه يلحقه ضرر! والشرع يدور مع المصلحة). والطامة الكبرى حين يشبّه أحد المشائخ الأمر بالحالة المرضية حين يتم زواج رجل من امرأة(مصابة بالإيدز) فيعترض الأب أو الأخ أو ابن العم فإن الشريعة ترى أن اعتراضه وجيه ومقبول لتحقيق المصلحة التي هي الأساس في الحكم الشرعي! وكان الأجدى أن يكون الامتناع ابتداء عن تزويج من لايرضى لنسب أو غيره,أما إبطال عقود شرعية صادرة عن رضا المرأة ووليها كدعوى أخ أو غيره فهو بلا شك أمرمجحف! والأولى أن يبنى الحكم على الأصل وهو الكفاءة في الدين للأدلة من القرآن والسنة(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)سيما أن الفقهاء اختلفوا في تحديد الكفاءة المشروطة في الزواج فعد بعضهم أن كفاءة النسب في الزواج ليست فرضا ولا حتى مستحبة إنما هي من مسائل المعاملات والأعراف بين الناس،وليست من أمور العبادات. والجميل أن القضاء الأعلى بهيئته الدائمة عالج بعض هذه القضايا,ووضَّح موقفه وراعى الجوانب الشرعية والاجتماعية والأمنية مما يبين أن قراراته الحاسمة تعتبر قاعدة شرعية لعلاج هذه القضايا،ومنها قضية فتاة سعودية رفعت دعوى ضد والدها الذي رفض تزويجها من ابن خالتها الذي يحمل جنسية عربية فأثبت القاضي عضل والدها وقرر تزويجها من ابن خالتها ونقل ولاية تزويجها من والدها إلى الحاكم الشرعي. ومثلما نجح القضاء بقوة في تزويج هذه الفتاة من ابن خالتها العربي فإننا نأمل أن يمتد النجاح ليوقف مآسي تفريق زوجين وتشتيت أسرة قائمة ومستقرة بدعوى الإيدز! عفوا بدعوى عدم كفاءة النسب! [email protected]