المستبد الليبرالي ..!! تسمع لهم , تقرأ لهم , وحين تحاورهم تكتشف زيف الدعاوى , بأن الليبراليين يقبلون وجهات النظر الاخرى , أو يحيلون شعاراتهم إلى واقع يتعاملون به مع الغير, لكنها شعارات خادعة يختبؤون خلفها ليمرروا ما يريدون باسم حرية الكلمة ، وحق المخالفة , وقبول الآخر , ينكشف كل ذلك عند ادنى نقد أو حتى مراجعة لمقولاتهم وكتاباتهم التي يتغنون فيها بأسم الرهان على أن الليبرالية كمبدأ , ميزتة قبول المراجعة وعدم ايمانه بثوابته , وقدرته ومرونته على قبول التحولات والمستجدات , لكن بعضهم في الحقيقة إنما يهاجمون الوعي ليتركوا الجماهير قطيعاً حائراً مذهولاً , فليس لدى بعض الليبرالين ثقة حتى فيما يؤمنون به , أو يطالبون به أو يعبرون عنه , تقول الكاتبة نادين البدير في مقال لها في جريدة الوطن (الليبرالية اليوم هي أحدث موضة فكرية في السعودية، ولأن رفضها بالنسبة للبعض بات يعني الانضمام إلى فرق التخلف أو الرجعية ) وما اكثر الموضات ونزعة المخالفة ( ومبدأ خالف تعرف ) في حياتنا المتسارعة , من التفحيط مروراً بشاعر المليون وليس انتهاءً بالليبراليه , ثم تقول الكاتبه نادين بنفس المقال ( ومن السهل الكشف عن أولئك الذين يدعون الليبرالية دون أن يؤمنوا بها أو يطبقوها على أنفسهم، فحياتهم الخاصة مليئة بالمفاجآت التي تعكس ازدواجية بالشخصية أو نفاقاً للمسؤولين أو مجاراة للموضة السائدة. ) وهكذا تمضي الموضة والذهنية الليبرالية , ترتبك بين ماتدعوا إليه وبين ماتطبقه مع أو على الغير , من قبول أو حتى الاستماع لرأي المخالف لهم . ومشكلة الليبرالي ليس بأنه له مطالب يدعو لها ويعبر عنها , فكل العجائب والغرائب من الموضات لها مطالبون ومحامون , وكتّاب في بلاد كثيرة من هذا العالم , لكن مشكلة الليبرالين كما يقول الدكتور محمد جابر الأنصاري (اللبراليين العرب تمادوا في استفزاز الناس خاصة في إيمانهم الذي يحتاجون إليه ) جاء ذلك في حوار مطول نشرته مجلة المجلة فيجمع بعض الليبرالين بين حشف المطالب واستفراغ الرغبات الذاتية , والتعصب لكل رأي ومطلب , فليتهم حين يطالبون أو يكتبون يحسنون التأدب مع المخالف والمحاور , بل هم كلازمة في طرحهم لابد من تحقير وتسفية المخالف لرأيهم . ربما الكثيرون قد رأوا , في الحوار مع بعض الليبرالين في صالوناتهم الخاصة ومواقع الانترنت والزوايا الصحفية التي يكتبون بها ومجالسهم وندواتهم العامة والخاصة , رأوا التناقض بين الليبرالي عقلاً وتطبيقاً , فحين تسمع لهم في بداية نشيدهم المقدس ( ايمانهم بحرية الكلمة وحرية الرأي والرأي الآخر) تتعسل شفتاك , ويطرب سمعك , ويجم ريقك , لكن ما أن تهم بالمداخلة ونقد المقولات , وقراءة المشهد الثقافي والاجتماعي والديني , بغير عيونهم ونظراتهم وادوتهم المعرفية , تحس بالمرارة تملآ الكلمات , ويعج سمعك بالمنفرات , من كل قذى وفحش في تناول المخالف والناقد , هكذا هم يستبدون بالرأي والمعنى , فلاصوت يعلو فوق صوتهم , حتى ولو كان لايختلف عنهم إلا بالدرجة وليس بالنوع , حتى ولو كان من ضمن درجات اللون الرمادي والغبش الفكري , كما هي لازمتهم التعقر بالمفردات , في كل هذا يظهر الاستبداد الوحشي في مناظراتهم وادبياتهم , ومن لايصدق فليجرب , مشكلة الإنسان حين تتحول شعارته إلى مبادئ , ومبادئه إلى عقائد , وعقائدة إلى معبودات واوثان واصنام , تزول حينئذ خصائصه الإنسانيه , يموت القلب , ويغيب العقل , ويتصحرالوجدان ( لازمتي ) إقرأ + فكّر بما تقرأ + لاتستسلم لما تقرأ = الآن اصبحت إنسان [email protected]