حساسية الأنف من أكثر الأمراض شيوعًا، ويشكو منها قرابة 50% من المترددين على عيادات الأنف والأذن والحنجرة، وقد أجريت العديد من الأبحاث العلمية التي أجابت على الكثير من الأسئلة المتعلقة بالحساسية، ولكنها لم تجب على كل الأسئلة حولها. وقبل التحدث عن الحساسية نلقي الضوء على الأنف ووظيفته؛ فهو يتكون من مجريين للهواء يتوسطهما حاجز، ويمر الهواء منه إلى الحلق والحنجرة ومن ثم إلى القصبة الهوائية فالرئتين. ويحتوي جداره الجانبي على عدة بروزات تدعى بقرنيات الأنف، ويكسو الأنف والجيوب الأنفية غشاء مخاطي رطب ذو أهمية قصوى للحفاظ على الحالة الصحية ومن ثم الحفاظ على الإنسان، ويتحكم الأنف في درجة حرارة ورطوبة الهواء الداخل إلى الجسم. كما يقوم هذا الغشاء بحماية الجسم من الجسيمات الغريبة التي تدخل الأنف، وذلك بالتقاطها وتنظيف الأنف منها. وأغلب الناس يعانون من نوبة أو نوبتين بما يدعى الزكام، وتستمر النوبة لأيام معدودة وتختفي بعدها، وسبب الزكام فيروسات الزكام أو الأنفلونزا ولكن حساسية الأنف لها مسببات مختلفة تماما. أسباب الحساسية يحتوي الهواء على أجسام دقيقة عديدة تتطاير في الهواء، ويدخل بعضها المجاري الهوائية، وتشمل هذه الأجسام البكتيريا، والفيروسات، وذرات الغبار، وطلع النبات، وعناصر حيوانية مختلفة. ولدى جهاز المناعة البشري القدرة على حماية الإنسان من كل ما يصيبه من عوامل خارجية. ومتى ما دخلت هذه الأجسام الغريبة الأنف فإن الجسم يتفاعل معها ويحيدها، وكثير من الأجسام يتكون من بروتينات غير ضارة بالإنسان، ولكن البعض من الناس يتفاعل مع هذه الأجسام الغريبة بحساسية مفرطة تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية، علمًا بأن نفس هذه الأجسام لا تؤدي إلى نفس النتيجة عند أناس آخرين، وردة الفعل الشديدة هذه تسمى الحساسية وقد يكون لدى الفرد استعداد للإصابة بالحساسية وراثيًا فليس من الغريب أن نجد عائلة بأكملها تعاني من أمراض الحساسية. العلاجات المتاحة ورغم انتشار هذا المرض لا يوجد حتى الآن دواء فعّال يقضي على الحساسية تماما إلا الابتعاد عن مسبباتها، وكل ما يوجد من أدوية تتحكم في الأعراض ولكن لا تقضي على المرض، بالرغم من أن معظم المصابين بالحساسية هذه يمكنهم التمتع بحياة عادية خالية من منغصات المرض، وهي ليست مرضا خطيرا ولا تنتقل بالعدوى إلا أنها قد تكون وراثية، ويرتكز علاج الحساسية الأنفية على شيئين: الابتعاد عن العناصر المسببة له والعلاج الدوائي. أما العلاج الدوائي فيمكن تحديده في استنشاق ماء ملح دافئ “ربع ملعقة صغيرة من ملح الطعام مذابة فى كوب ماء دافئ”، الأمر الذى يساعد على طرد الإفرازات من الأنف. ويمكن استخدام مضادات الهستامين بصفة مستمرة أو متقطعة حسب تعليمات الطبيب، وهي تأتى في شكل أقراص أو بخاخ للأنف، كما توجد المداواة المناعية أو التداوي بالأمصال، وهى حقنة تعطى على فترة طويلة. ويتم أخذ هذه الحقنة بعد إجراء فحص جلدي للحساسية وآخر للدم.