في وقت نسي فيه البعض فعل الخير وأتجه عوضاً عنه الى دعم بعض البرامج والمسابقات التي لاتحمل أي قيمة أو هدف, نجد بين ظهرانينا من يحمل هماً كبيراً يتمثل بالسؤال الذي يتردد دائماً وبشكل متكرر في ذهنه: كيف سأشتري حليب طفلي اليوم؟ كثيرون إستوطنهم الهم والأسى وقصر عنهم مداد أهل الخير ليس تقصيراً او ندرة في الخير ومن يفعله ولكن بسبب إستعفاف بعض هؤلاء المحتاجين وعدم قدرتهم على مد اليد لسؤال الآخرين. أحدى الأسر المحتاجه بمحافظة عفيف تواصلت معنا بعد أن ضاقت الآفاق بما رحبت بالنسبة لهم آملين أن نكون وعبر "إخبارية عفيف" الشمعة التي تضاء على أحوالهم فتكون دليلاً لأهل الخير ومن شاكلهم من جهات تقوم على مساعدة المحتاجين وتقديم العون لهم. إلتقينا اليوم ب "سعود الروقي" وهو الرجل الأربعيني الذي يسكن منزلاً مستأجراً في عفيف يمتليء بأفراد عائلته الأحد عشر , فهو وزوجته وأخوه المريض وأبنائه وبناته الثمانية لايجدون اليوم في منزلهم من متاع الدنيا سوى جهاز تكييف واحد فقط يبرد الغرفة التي لايبارحها الأخ بسبب مرضه, حتى ثلاجة الطعام لايعرفها هذا المنزل ربما بسبب عدم وجود الطعام أصلاً. المنزل الذي تسكنه العائلة مؤجر عليهم بستة آلاف ريال قامت الجمعية الخيرية بدفع إيجاره في السنتين الأوليين وأدخل سعود الروقي السجن في السنة الثالثة لعدم دفع الإيجار , غير أن أحد فاعلي الخير قام بالتسديد عنه ليخرج لعائلته التي تنتظر من الله أن يرزقه بوظيفة تسد رمقها غير أن الظروف لم تشأ له أن يتوظف حتى الآن , حتى أن سيارته المهلهلة من طراز "سدرك" لم تعد تجد من الوقود مايكفيها للسير عوضاً عن أعطالها المستمرة. مأساة عائلة سعود الروقي مستمرة منذ سنوات وعند سؤالنا له عن سبب عدم إلتحاقه بإحدى الوظائف ذكر بإنه قضى من عمره مايقارب ثمان سنوات مرافقاً مع والده الذي وافاه الأجل بعد ذلك ثم مرضت والدته مرضاً ليلازمها مدة خمس سنوات حتى توفيت هي الأخرى, ليخرج "سعود" للدنيا مرة أخرى وقد طال الشيب رأسه يسكن في منزل يتقاسم نصفه مع عمال آسيويون من الجنسية الهندية. يقول "سعود" لإخبارية عفيف" أن همه اليومي لم يعد الوظيفه او المال بل اصبح هاجسه المؤرق هو كيفية الحصول على حليب لطفله الصغير وعلاج لأخيه المريض. نحن في "إخبارية عفيف" نقلنا لكم المشهد كاملاً كما شاهدناه وكما رواه لنا صاحب الشأن, ونرى في ذلك مسؤولية أدبيه يحتمها علينا شرف المهنة في إيصال الصوت الغير مسموع. فهل من مستجيب ؟ عدسة "إخبارية عفيف" قامت بإلتقاط عدة صور تدعم هذا العرض المفصل واليكم الصور.. للتواصل محرر جريدة شمس : 0508008224 ضيف الله الغنامي المكان المخصص للتكييف اغلقه بأكياس النفايات بعد عجزه عن احضار جهاز تكييف الممر والذي غطي بالشينكو ويستخدمه للجلوس والاكل ووقت الامطار يكون بحيرة مياه . منظر مؤلم يحكي مدى المعاناة هكذا المطبخ الذي يستخدمونه لطهي الطعام ولايوجد سوى هذه الطاولة حتى تحفظ لهم الطعام . وهذه صورة اخرى توضح مدى المعاناة التي تعيشها هذه الاسرة في منزل متهالك ومستأجر . وهذه صورة توضح مدى المعاناة وهذه توضح مكان المطبخ والصالة وانتقال روائح الطهي في حال وجودها الى غرفة النوم الوحيده التي لا يوجد بها ما يضمن لهم العيش والنوم بها بإستقرار لعدم وجود اغطية ومفارش الغرفة الوحيده التي بها جهاز تكييف ويوجد بها اخيه الذي يعاني من المرض ويتطلب اجواء هادئه وبارده والذي من اجله تحرم بقية افراد العائلة من التكييف وقت الحر . هذه سيارته التي تبرع بها احد فاعلي الخير قبل سنوات لايوجد معه سواها وقد توقفت عن العمل ولا يوجد معه ما يقوم به من اجل اصلاحها . صورة السيارة من الداخل ومدى تهالكها هذه صورة للمنزل من الخارج وهو بالإيجار ولم يدفع ايجاره لمدة عام .