بدأت إسرائيل استعداداتها الأمنية لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 مايو الجاري؛ حيث من المنتظر أن يقضي 26 ساعة فيها. وستقل طائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس 1) الرئيس الأمريكي وعائلته (زوجته ميلانيا، وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر) من السعودية إلى مطار بن جوريون. وسيكون في استقبال ترامب والوفد المرافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار مسؤولي إسرائيل. ويحل ترامب وزوجته في فندق "الملك داود" في القدس، ولذلك قررت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إغلاق الفندق (233 غرفة) أمام النزلاء، وسيخصص بالكامل لترامب وعائلته. وسينزل بالفندق نفسه- أيضا- كل من وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومسؤولين كبار آخرين بالإدارة الأمريكية. وتم اختيار فندق الملك داود في قائمة أفضل 500 فندق في العالم على نحو شبه دائم، وسبق اختياره عدة مرات كواحد من أفضل 10 فنادق في الشرق الأوسط. وسينزل جزء من الوفد المرافق للرئيس الأمريكي في فنادق أخرى مجاورة، وتحديدا فندقي دان بانوراما القدس ودان بوتيك المجاورين لفندق الملك داود. وكشفت التقارير الإسرائيلية أنه سيتم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي خلال هبوط وتحليق طائرة الرئيس الأمريكي. وبدأت الشرطة الإسرائيلية استعداداتها للزيارة بوضع خطة أمنية تحمل الاسم الكودي "الدرع الأزرق". وتشمل تفاصيل خطة تأمين معقدة وحساسة للغاية سيشارك فيها نحو 10 آلاف شرطي إسرائيلي، سيعملون تحت قيادة القائد العام للشرطة الإسرائيلية، ذي الأصول اليمنية، روني الشيخ. ويفضل الأمريكيون أن ينتقل الرئيس وعائلته من مطار بن جوريون في تل أبيب إلى القدس عبر مروحيات تابعة لسلاح الجو الأمريكي، كعادة رؤساء أمريكا في زياراتهم لإسرائيل. لكن الشرطة الإسرائيلية تستعد لاحتمال تغيير الخطة في أي لحظة، مثلما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلال زيارته لإسرائيل؛ حيث هبت عاصفة رملية قوية حالت دون تنقله بالمروحية، فاضطر للتنقل برا بالسيارات. وفي هذه الحالة سيتم إغلاق الطريق رقم واحد لعدة ساعات متواصلة، وسينتشر نحو ألفين من حرس الحدود بطول الطريق. وقبل انطلاق قافلة الرئيس الأمريكي بعدة ساعات سيتم إغلاق الطريق ولن يسمح لأي مركبة بالسير عليه حتى يصل الرئيس الأمريكي إلى القدس. وفي القدس، سيتم التأمين تحت قيادة قائد الإقليم، يورام هاليفي؛ حيث ستتركز أغلب قوات الشرطة الإسرائيلية. وسيكون المحيطون بالدائرة الأولى من الرئيس الأمريكي رجال المباحث والأمن السري الأمريكي، الذين سيكونون محاطين برجال وحدة حراسة الشخصيات المهمة في جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك). وفي الدائرة الثانية سيكون كل هؤلاء محاطين بقوات الشرطة الإسرائيلية. ويجري الاستعداد- أيضا- لاعتقال ناشطي اليمين اليهودي المتطرف وغيرهم من النشطاء الذين قد يشكلون تهديدا أمنيا خلال زيارة الرئيس الأمريكي. وقال مسؤولون بالشرطة الإسرائيلية إن جميع قدرات الشرطة ستكون مسخرة لتأمين الزيارة بما في ذلك تشغيل أنظمة الاستخبارات والوحدات الخاصة. وتطرق نتنياهو إلى زيارة ترامب. وقال "سيتم استقباله هنا بحرارة شديدة كصديق كبير، وكما يليق بزعيم أكبر دولة حليفة لنا". وتابع: "الرئيس يطلب منا فحص السبل المكنة لاستئناف عملية السلام مع الفلسطينيين، وأنا أشاركه هذه الرغبة، وكذلك كل مواطني إسرائيل، فنحن نريد السلام ونربي ابنائنا على السلام".