في وقت استمر فيه تدهور الوضع الأمني بالعراق، ووسط إدانات لحكومة نوري المالكي، بدأ العراقيون المقيمون في الخارج أمس التصويت في الانتخابات البرلمانية. وفتحت مكاتب الاقتراع في أكثر من 10 دول عربية وأجنبية أبوابها أمام نحو مليوني عراقي للمشاركة في الاقتراع الذي سيستمر إلى اليوم الاثنين. وقال رئيس مكتب الإمارات الانتخابي عمر الحديث في تصريحات صحفية، إن عمليات الاقتراع تتم في مركزين في أبوظبي ودبي، مشيرا إلى أنه "ليس هناك أي مركز انتخابي في الخليج سوى في الامارات" وهو يفترض أن "يجمع كل العراقيين في الخليج"، إلا أن بعض الناخبين القادمين من دول خليجية أخرى أكدوا أنهم لم يتمكنوا من التصويت لأسباب غير واضحة. وعلى الصعيد الداخلي، شهدت مناطق مختلفة من العاصمة بغداد تعزيزا للإجراءات الأمنية، وقال متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية إن اللجنة الأمنية العليا أكملت جميع الاستعدادات الأمنية للانتخابات. وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي تعطيل الدوام الرسمي في جميع أنحاء العراق بدءا من أمس ولمدة أسبوع بسبب الانتخابات. ميدانيا، أعلنت قيادة عمليات الأنبار في بيان أمس، قيام طائرات مروحية عراقية بقصف ثماني شاحنات يستقلها مسلحون من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" داخل الأراضي السورية أثناء محاولتها دخول العراق، مما أسفر عن إحراقها ومقتل من فيها". وفي محافظة الأنبار، وبحسب تصريحات المسؤول الإعلامي لمجلس المحافظة كنعان الدليمي، فإن عنصرين من الجيش العراقي قتلا أمس، وأصيب 5 آخرون في تفجير سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش عسكرية، غربي الرمادي. ومن جانبه، طالب رئيس رئيس لجنة الشهداء والضحايا والمسجونين السياسيين في مجلس النواب محمد الهنداوي، القيادي في حزب الفضيلة الإسلامي باقتحام مدينة الفلوجة والقضاء على مجاميع "داعش" الإرهابية، مبينا أن أي تأخير في هذا الأمر سيسبب أضرارا كبيرة للمدينة وبقية مدن البلاد. فيما حمل زعيم "مجلس ثوار الأنبار" علي حاتم سليمان أمس، رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة، ووزير الدفاع سعدون الدليمي، ومحافظ الأنبار أحمد خلف، مسؤولية ما يحدث في المحافظة، نافيا مغادرة العراق والإقامة في العاصمة الأردنيةعمان، وقال في تسجيل مصور بث على شبكة التواصل الاجتماعي أمس، إن "ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المغرضة عن وجودنا في الأردن هو مردود على أصحابه"، وأضاف "نحن في مهمة تتعلق بمستقبل الأنبار، نريد إيصال رسالة محددة إلى الأممالمتحدة والعالم وأهلنا في الوطن العربي، بأننا لسنا دعاة حرب أو خارجين عن الأعراف، بل نطالب بحقوق شرعية في الحياة والكرامة والمواطنة في العراق، لافتا إلى أن ما يجري في الأنبار حرب واضحة يتحمل مسؤوليتها في الأساس الحكومة المركزية في بغداد.