صاعدت حدة الاشتباكات في العديد من المدن السورية أمس، فبينما ركزت القوات الحكومية جهودها على محاولات اقتحام مدينة حمص المحاصرة، حقق الثوار تقدماً ملحوظاً على صعيد المعارك الدائرة بينهم وبين قوات النظام المدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني ومليشيات أبوالفضل العباس وفيلق بدر العراقيين في إدلب وريف دمشق. ففي الأولى أكدت شبكة مسار برس أن عدد قتلى النظام جراء محاولته أول من أمس اقتحام قرية قميناس، ارتفع إلى 25 قتيلاً، بينهم ضابط برتبة عميد، وأشارت إلى أن عدد القتلى مرشح بقوة للارتفاع أكثر بسبب وجود عشرات الجرحى معظمهم في حالة حرجة، إضافة إلى أسر 4 عناصر وتدمير دبابة. في غضون ذلك، قصفت قوات الأسد المتمركزة في معسكري القرميد والمسطومة بلدتي سرمين وبنش بقذائف الهاون، ما أدى إلى سقوط شهداء وعدد من الجرحى. كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدتي حيش وبابولين في ريف إدلب الجنوبي، مما أوقع عدداً من الجرحى. في المقابل، استهدف الثوار تجمعات قوات الأسد في بلدتي كفريا والفوعة بالمدفعية، محققين إصابات مباشرة. وأكد شهود عيان وقوع العديد من الإصابات وسط جنود النظام. أما في ريف دمشق، فقد استهدف مقاتلو الجيش الحر بقذائف الهاون قوات النظام المتمركزة في رحبة الدبابات في حي جوبر بدمشق، وسط اشتباكات مع عناصر من قوات النظام حاولت التسلل باتجاه حي التضامن جنوبي العاصمة. وأشارت شبكة مسار برس إلى أن الثوار أجبروا القوات الحكومية على التراجع، وكبدوها خسائر فادحة في الأرواح، مشيرة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وسط الجنود الحكوميين. وفي نفس المنطقة لقي 5 مدنيين مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في مدينة الزبداني نتيجة للقصف العنيف لقوات النظام. وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى أن الطيران الحربي لا يزال يشن غارات جوية على مناطق الغوطة الشرقية. وفي القنيطرة، قال مركز صدى الإعلامي إن جبهة النصرة أسرت أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام - بينهم ضابط - على أحد تلال ريف القنيطرة. على صعيد متصل، قالت شبكة شام إن الجيش الحر قتل سبعة عناصر من قوات النظام خلال محاولتهم الفرار من التل الأحمر الشرقي المحاصر في ريف القنيطرة. أما في حمص، فقد واصلت قوات النظام عملياتها العسكرية للسيطرة على المدينة المحاصرة، وفند المرصد السوري لحقوق الإنسان مزاعم النظام عن تحقيق تقدم جوهري للسيطرة على المدينة، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن العملية العسكرية بدأت أمس بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من جيش الدفاع الوطني. وأضاف أن القوات النظامية تمكنت من السيطرة على عدة أبنية في منطقة جورة الشياح، لافتا إلى أن هذا التقدم لا قيمة عسكرية له بعد في المنطقة التي لا يزال يوجد فيها حوالى 1200 مقاتل، بالإضافة إلى 180 مدنيا، بينهم 60 ناشطا. وفي حلب، قالت شبكة سورية مباشر إن 5 من قوات النظام لقوا حتفهم في الاشتباكات أمس، بينما تتواصل اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام قرب اللواء 80 القريب من المطار العسكري.