كشفت الباحثة الاجتماعية ورئيسة التوعية والتثقيف في وحدة الحماية الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة نسرين أبو طه، عن توجه حال من وزارة الشؤون الاجتماعية بإصدار الصيغة النهائية للائحة التنظيمية والقانونية لنظام الحماية من الإيذاء في المملكة، والذي أقُر مؤخراً من مجلس الشورى. وقالت خلال ملتقى التواصل الاستشاري الثالث، والذي انطلق أمس بجامعة الملك عبدالعزيز وبتنظيم مركز الإرشاد الجامعي في شؤون الطلاب شطر الطالبات، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام بمركز الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة، إن وزارة الشؤون الاجتماعية تضطلع حاليا بعدة ورش لإقرار 17 لائحة وإجرائية لنظام الحماية. وأوضحت في كلمتها التي ألقتها على هامش الملتقى بحضور نحو 400 طالبة من جامعة المؤسس وبرعاية إعلامية من المصادر ، أن النظام سيكفل الحماية لكل أفراد الأسرة وسوف يكون نقلة نوعية، مبينة أن جهود الوزارة واضحة في استقبال حالات العنف والخدمات التي تقدمها. حيث افتتح الملتقى، عميد شؤون الطلاب الدكتور عبدالمنعم عبدالسلام الحياني، مرحبا في كلمته بالحضور وعلى الاهتمام بهذا الملتقى، وتوقع أن برنامج الفعاليات سوف يخرج بالكثير من النتائج المفيدة للطلاب والطالبات. وقالت المستشارة الاجتماعية ومدير الإشراف النسائي الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة الأسبق نورة بنت عبدالعزيز آل الشيخ في كلمتها، إنها ستستعرض المشكلات الأسرية المتمثلة في العنف بكل أنواعه الجسدي والنفسي والتحرش، التفكك الأسري وما يتبعه من تداعيات مأساوية، التعاطي سواء من قبل الأب أو الأم أو أحد أفراد الأسرة، العوز والحاجة، وفاة أحد الوالدين أو سجنه، العضل، الاستيلاء علي راتب الابن أو البنت وغالبا البنات، الحرمان للمرأة من الحصول على حقها في الإرث خاصة إذا كان الإرث أراض أو مزارع، هروب الفتيات أو تغيبهن عن المنزل فترة طويلة، إطلاق السلطة الذكورية من قبل الوالدين للأبناء على البنات دون النظر لعمر الابن الذكر، غياب الحوار داخل الأسرة. وقالت في محاضرتها: «يعد الأخ «العزوة» من أهم الأشخاص المتواجدين في منظومة الأسرة، خصوصا إذا كان هو الأكبر فيهم، ويختلف الأخ الأكبر بين أسرة وأخرى بطباعه وبتصرفاته حتى في طريقة توجيهه وأسلوب تعاملاته إذا كان هو الأخ الولي عليهم، فمنهم من يتميز بأسلوب مقنع بكل الأمور سواء سلبية أو إيجابية، ومنهم من يسمى «بالمتسلط» الذي لا يقبل أي نقاش أو كلمة وكل ما يحكم به هو الصحيح ولو كان مخطئا كل الخطأ، تلجأ بعض الأسر إلى إيكال المهمة للأخ الأصغر منه لأسباب، إما بهدف تدريبه على إدارة الأسرة ولكنها تخطئ في اختيار الوقت أو تحديد المهام، أو لأنها وجدت فيه العقل والمنطق والحكمة في إدارة شؤون الأسرة، وتوجيه أفرادها، وكثيرا ما نسمع أن هذا الابن «متسلط»، أو لدى فلان أخ أو ابن «متسلط» فالتسلط هنا. ورأت آل الشيخ، أنه لا يحق للأخ أن يتسلط سواء بوجود الأب أو غيابه وبأي شكل من الأشكال، وما عليه فقط هو إبداء النصيحة إذا رأى سلوكا غير راض عنه، أو رأى تعاملا من أخته ليس على الوجه المطلوب. كما تطرقت آل الشيخ إلى حقوق المرأة في الميراث. ومن جانبها ألقت الأخصائية النفسية سميرة الغامدي ورقة عمل حددت فيها الفرق بين اضطرابات السلوك واضطرابات الهوية الجنسية مؤكدة أن الأولى يتم علاجها بالتوعية الموضوعية وبتقويم السلوكيات، فيما يتم علاج الثانية عبر الطب في المراحل الأولى من حياة الطفل. من جهتها أوضحت الدكتورة فرج المساعد وكيل شؤون الطلاب بشطر الطالبات أن الملتقى يهدف إلى إلقاء الضوء عن المشكلات الأسرية والنفسية للفتيات. فيما أوضحت الدكتورة فوزية باشطح أن الملتقى يستهدف طالبات الجامعة وأن الجامعات تنقصها البحوث العلمية، مؤكدة أن الملتقى فكرته جيدة خصوصا أنه يستهدف الطالبات. يشار إلى أنه شارك في الملتقى كل من حقوق الإنسان وجمعيات خيرية ومستشفيات حكومية.