في الوقت الذي يعزف فيه الكثير من الشباب عن الالتحاق بوظائف تقديم الخدمة للزبائن، افتتح شاب سعودي مقهى أسماه "زمان"، واضعاً "التأفف" من هذه المهنة التي يرفضها أقرانه خلف ظهره، حيث يقدم بنفسه الطلبات عند الحاجة، وتساعده زوجته وهي شريكته في تمويل المشروع بتجهيز المأكولات في المنزل. عبدالله العمري ذهب في مشروعه الذي يقع بشارع المطار بشرورة إلى أبعد من ذلك، فطبق فكرة جديدة أسماها "فاتورة مدفوعة على اللوحة" لخدمة غير القادرين. عن هذه الفكرة يقول : "فكرتي جديدة لم تطبق في المملكة أو غيرها، وتعتمد على تقديم الطلبات لغير القادرين دون مقابل، بعد أن يتحمل آخرون من زبائني قيمة هذه الطلبات". وأضاف "بعد أن يطلب الزبون الفاتورة أشرح له الفكرة عارضاً عليه أن يدفع قيمة فاتورته وقيمة فاتورة أخرى لتعلق على اللوحة، ليأتي غير القادر ليأخذها، ويطلب بها طلبه. وتابع العمري قائلا "وضعنا لوحة الفواتير المسددة في مكان بارز، وإن كان بعيدا نوعاً ما عن أعين الزبائن، حتى لا نسبب حرجا لمن يستخدمونها، ورغم أنني افتتحت المقهى قبل أسبوعين، فقد دفع زبائني مبلغ 508 ريالات قيمة فواتير لغير القادرين، وتراوحت قيم الفواتير المدفوعة من ريال واحد كحد أدنى إلى 38 ريالا كحد أعلى". وأشار إلى أن اللوحة توجد عليها دائما فواتير مجانية، وأن أكثر المستفيدين منها هم كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة، وعمال النظافة الذين يعتبرون ضيوفا دائمين عندي على حساب شباب شرورة. المهندس بندر القحطاني وهو أحد زبائن المحل أعجب بالفكرة، وأبدى استعداده لدفع قيمة فواتير كل المحتاجين الذين يأتون للمقهى، مطالباً بتطبيق هذه المبادرة في المخابز، والبقالات، والمحلات التجارية. كما أبدى كل من مبارك عبدالقادر البريكي، وعبدالله عسكر الصيعري، ومبارك عجيرات الصيعري إعجابهم بالفكرة، مرحبين بدفع فواتير كلما سنحت لهم الفرصة، وواثقين في نفس الوقت بصاحب المحل، مؤكدين أن هذه الأفكار لا تأتي حسب قولهم إلا من الثقات.