اتجه عددٌ من مقاهي الرياض منذ دخول شهر رمضان المبارك إلى رفع أسعار خدماتها لتعويض إغلاقها نهارا، وذلك في مواجهة الإقبال الكبير للشباب وتوجههم إليها من بعد المغرب وحتى الفجر لمتابعة المسلسلات التلفزيونية التي تعرضها القنوات الفضائية. ولحقت زيادة الأسعار خدمات الشيشة وإلزام الشباب بدفع قيمتها إذا لم يرغب في تدخينها، بل إن عددا من المقاهي وضعت حدا أدنى للطلبات لا يقل عن 30ريالا للجلسة الواحدة، ما يوقع الزبون في براثن التدخين رغما عن أنفه في الوقت الذي حضر فيه ليستمتع بمشاهدة مسلسلات رمضان مع أصدقائه. يقول شبنان الدوسري: “المقاهي تستغل ابتلاء بعضهم بتدخين الشيشة وعدم استغنائهم عنها في تعويض فترة النهار التي يغلقون فيها، وذلك بزيادة الأسعار مطمئنين لعدم وجود رقيب يردعهم مع تأكدهم من إقبال الشباب في ظل عدم وجود بديل لهم في الرياض غيرها”، ويضيف: “غالبية الشباب سقطوا في براثن التدخين بسبب فرض بعض المقاهي مبالغ معينة تعادل قيمة الشيشة للجلوس ومشاهدة التلفزيون” مبديا استياءه من عدم وجود أماكن ترفيهية يمكن للشباب تضييع وقت فراغهم فيها تغنيهم عن المقاهي ومساوئها، وتساءل عن دور الجهات الرسمية في تحديد الأسعار وضبط تلاعب هؤلاء بها. ويقول محمد العنزي: “أبلغنا العاملون في المقهى في أول أيام رمضان برفع سعر الشيشة من عشرة ريالات إلى 12 ريالا، ولا يُسمح بالجلوس في المقهى إذا قل الطلب عن 30 ريالا للجلسة الواحدة، وأضاف” تزايد إقبال الشباب على المقهى لمشاهدة المسلسلات دفع العاملين في المقاهي إلى رفع أجور الجلسات، وأدى عدم وجود رقابة على تلك المقاهي إلى استفحال الظاهرة وانتشارها، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الاستراحات وغياب دور مراكز الأحياء فتحا المجال للشباب لقضاء رمضان بالمقاهي. ويعزو مبارك حمود سبب اتجاه الشباب لهذه المقاهي إلى أنها قدمت للشباب ما عجزت عنه كثير من الجهات الأخرى، حيث توجد فيها كثيرا من القنوات المشفرة المتوفرة فيها، وهذا ما يجعلهم يتجهون إليها خصوصا في موسم رمضان الذي تتنافس فيه القنوات على تقديم جديدها من البرامج المسلية والمسلسلات. ويوضح أن بعض الأشخاص الذين يلجؤون للمقاهي يهربون من مشاكل شخصية أو أسرية، وقال إن الجلوس في المقهى قلل من المظاهر والسلوكيات المرفوضة التي يمارسها الكثيرون مثل التجوال في الشوارع والأماكن العامة والأسواق ومضايقة كثير من العائلات وإشغال الناس بما لا يفيد، وهذا بدوره يقلص عدد المشكلات الاجتماعية التي تحدث منا كشباب. أما المواطن محمد فهد فقد خالف الجميع وأبدى سعادته بهذا القرار الذي اتخذته المقاهي في الرياض، مبينا أنه سبب بعد الله في إبعاد الشباب عن هذه الآفة، فيما أكد أحد العاملين في المقهى من جنسية عربية أن بعض المقاهي تتفنن في عمل الديكورات الغالية الثمن وتتجه إلى تعويض ما دفع فيها برفع سعر المعسل على الرغم من أن ربحهم شبه مضمون في جميع الحالات، ولفت إلى أن أصحاب المقاهي طمعوا بتهافت الشباب عليهم مساء كل يوم من أيام رمضان بازدياد مستمر بسبب الفراغ ما دفعهم إلى رفع الأسعار بشكل تدريجي لتعويض إغلاق مقاهيهم فترة النهار كاملة.