بعد نصف قرن من الحرب العالمية الثانية عثر بريطاني على رسالة حربية مشفرة في بقايا هيكل عظمي لطائر حمام زاجل. واكتشف ديفيد مارتن الهيكل أثناء قيامه بترميم منزله الكائن في (سوراي)، حيث اتضح وجود كبسولة حمراء صغيرة مربوطة بعظم قائمته وتحتوي على رسالة مشفرة، والتي تظهر أنه من مواليد 1944، حيث توقع الباحثون أنه تم تحميله رسالة من فرنسا يوم غزو الحلفاء للشواطئ الفرنسية الغربية بتاريخ 6 يونيو 1944. ويضيف المؤرخون والخبراء أن هذا الطائر يمكن أن يكون قد ضل طريقه بسبب رداءة الأحوال الجوية أو ربما أنهكته الرحلة الطويلة فوق بحر المانش فلم يستطع متابعة الطيران حتى الهدف، فحاول أخذ استراحة فوق عتبة النافذة في منزل (ديفيد) لكن الجهد أضناه ففارق الحياة هناك، علما أن مكان وصوله المحدد هو أحد مراكز وكالة (إم آي 6) للاستخبارات البريطانية والواقع على مسافة 130 كلم شمال منزل ديفيد مارتن. وسارعت منظمات بريطانية إلى المطالبة بمنح هذا الطائر ميدالية (ديكن) باعتباره بطلا من أبطال الحرب، علما بأن نصف الحيوانات التي تم تكريمها حتى اليوم في بريطانيا والبالغ عددها الإجمالي 64 حيوانا هي من طيور الحمام الزاجل بالإضافة إلى 28 كلبا و 3 أحصنة وقط واحد. وكشفت الوثائق السرية عن أن البريطانيين دربوا أكثر من 250 ألف طائر زاجل لنقل الرسائل خلال تلك الحرب.